سجود قلم - عبد المعطي الدالاتي

سكتَ البيانُ وأطرقتْ كلماتي
وتدفقتْ في حَيرةٍ عبَراتي

ماذا دها قلمي أراهُ مُكبّلاً !
قد كان يوماً سيدَ الكلماتِ

غيري ينام قريرَ عينٍ هانئاً
وأنا قريرٌ بالسهاد ، فهاتِ

زدني سُهاداً تشتفي روحي به
زدْ يا فؤاداً صاخبَ الخفقاتِ

قالوا: نجومُ الليل تسمع آهتي
فلقد توالتْ للفضا آهاتي

لكنها ظلّتْ تَدرّ شعاعها
وتغرّ بدرَ الليل بالبسَماتِ

وحدي أنا لم يبق لي من صاحبٍ
إلا خيالٌ في مدى مرآتي

وحدي هنا لم يبقَ لي من نغمةٍ
إلا وجيبي أوصدى خُطواتي

أشَغَلتُ قلبي في عوالم ذاتي
عن عالَمٍ لم يَدر كُنهَ صفاتي ؟!

فأنا ونفسي في صراعٍ دائمٍ
لا ينتهي حتى انتهاء حياتي

سُدّتْ جهاتُ الأرض إلا وجهة
لاحت لقلبي بالنعيم الآتي

فسجدت للباري الودود أبثّه
همّي.. فطالت بالسجود شكاتي!

هي سجدةٌ غمرت حياتي بالسنا
والطهرِ والإيمان والرحَماتِ

هي سجدةٌ أحيتْ لروحي زهرَها
فتضوّعت عطراً بها زهراتي

قد هوّمتْ حولي الرؤى مكحولةً
أوَكل هذا شكّلتْه صلاتي ؟!

ما ذا دها قلمي ! أراه مُعطراً
بالدين .. إنَّ الدين كلُّ حياتي