إليـكِ حوّاء - عبد المعطي الدالاتي
تقوليـنَ : إنـكِ فجـرٌ بـدا
بأفـْق الحيـاة ِ.. وطيرٌ شَـدا
و إنـكِ أرضعـتِ أرواحَنـا
لبـانَ العقيـدة فـي المُبتـدا
صدقتِ ، وأنتِ وريـدُ الحيـاة
بكـلّ العيـون لنـا ، يُفتدى
حملتِ الكتابَ ، وصُنتِ الحجابَ
و قلبـُك لله قـد وَحـّـدا
" جمالُ الحجاب بحَجْب الجمالِ "
ولولاهُ ضـاع الجمالُ سـُدى
حَبـاكِ الإلـهُ بأسمـى مقـام ٍ
ووصىّ ثلاثـاً نبـيُّ الهـدى
مقامُـك بين جـلال الصـلاة
وبين شذا الطيـبِ قـد أُفـرِدا
فإنْ كنتِ أمـّاً ؛ فبابُ الجِنـانِ
إذا ما رضيـتِ فلـن يوصَـدا
وإنْ كنتِ أختاً ؛ فأنتِ الحَنـانُ
وأنت الأمـانُ .. وأنت الهـدى
وإنْ كنتِ بنـتاً ؛ فعصفـورة ٌ
نمـدُّ الفـؤادَ لهـا و اليـَدا
نجـوبُ إذا ما ضحكتِ المـَدى
فتُحييـنَ فينـا مُنـىً هُجَّـدا
وإنْ كنتِ زوجـاً ؛ فأنت التـي
نزفُّ إليـكِ الهـوى الأوحـدا
وأنتِ الطهـارةُ .. أنت السّنـا
وأنـت الحضـارةُ ؛ والمنـتدى
وأوراقُ وردٍ لشـوك الطريـق ِ
وألـوانُ طيفٍ محـا الأسـودا
وعبـدٌ .. وطاغيـةٌ تـارةً !
عجبـتُ لعبـدٍ غدا سيـّدا !
وأنتِ الدلالُ ؛ وأنت الجمـالُ
وأنت النشيـدُ ؛ وأنت الصّـدى
بروضـكِ شِعري غـدا بلبـلاً
فهـل تعجبيـنَ إذا غـّردا ؟!
ولمـّا رأيتـكِ وَردَ الوجـودِ
كتبتُ " إليـكِ " بقطـر الندى