جواب - عبدالناصرحداد

شاب الغرابُ
ولم نزل كالليل يصنعُنا القدرْ
وأنامل الصحو التي
لم ترتعش يوماً لنا
-كالصمت- يسكنها الحجرْ
-أين الحقيقةُ؟..
ثمّ ضوء خافت فينا انتحرْ
شاء القدرْ!
عيناك جامدتان،
ألمح فيهما ذاتي كناي حطّمته يد الهمومِ
عيل الغرام.. كأنما نَفِدَ الهواء، وأُشرعت لليل أجنحة
السّمومِ
لا تسأليني: كيف يستهدي إليّ الهمُّ؟
هذي بعض ألعاب القدرْ
عبثاً هي الأقدار تصلبنا على شفتين من جمرٍ
ولا تدري بأن اللثم حرفتنا، وأن النار قوتُ..
عبثاً هي الأقدار ترشقنا على جدران موت لا يموتُ
والحزن يمضغنا، ويشرب من دمانا،..،..
هكذا شاء القدر
الحزن يخرسنا ولكنْ.. هكذا شاء القدرْ
العقل هدّام، وباطننا الكَتُوم هو الكَلُوم فما تراها فاعلاتٌ؟
أعين دمع يغلّفها وينبتها بأرض
عاقرٍ، أو ألسنٌ
صمتٌ يقيّدها ويعييها الكلامُ
:أتصارع (المأثورَ)* ؟.. جنٌ بين طيات الدخان يقهقهونْ
هامت مع الهم العيون
…. ….
الشعر مفتاح الظنون..
فلتدخلي برواء (فينيس) الجميلة بين أضلاع الرخامِ
وعانقي بالحب هاتيك الحروفْ
الشعر مفتاح الجنونِ..
فتعلّقي بخيوط نور النار، واستمعي..
عزيف الجن يهديك النغمْ
الشعر مفتاح السماء..
تجمّلي بالصبر
إن الغيب يحرسنا،
وإن الشعر نشربه فيشربنا..
ولترسمي بالنار قرص الشمس،
إن الفن صنعتنا
فها (أفلون)* يرعانا!
يا صاحبي أفلون
أضرمتَ أهدابي، وهذا الشعر يكويني
ورسمتَ جرحي دامياً أو نامياً
أسرفتَ في الإيحاء،
نامت تحت أجفاني السهامُ
دعني ألملم خافقي المنثور فوق الجرحِ
أشرعتي يمزّقها الحنينُ
وطن أنا..
فارحم شراييني من الهم القتولِ
لا تحتجزنا في الظلامْ
ملّ الأنام من الأنامْ
مل النعاس من الوسنْ
وطن أنا..
لكنْ محال أنْ أملّ من الوطنْ!..
أشرعتُ لليل الطويل مداخل الكلماتِ
-وكذا بأفعالي العجبْ-
وبغفلة مني ومن شعري العميد
تداخل النور الشديد مع الظلام، وأوصدتْ أبواب روحي.
طال صمت الكون،
وانحبس الغمام المر في حلق الجروح.
انداح شعر غامض زاد الجراح تألماً وهوى
على سيف النشيد محطّماً قلب
غزير الدمع محزون تغلّفه الهموم وتزدريه الكائناتُ
قد كان قلبي وانطفا
لا تسأليني ما السبب؟
شاء القدرْ!