صمتك يصرخ - عبدالناصرحداد

الحزن لذيذ حتى الذوبانْ
لكنْ.. ما أصعب أن تتبخّر وحدكْ
وتلوذ بأقبية الصمت تعاين كفاك خيوط دخانْ
صمتك يصرخ فيكَ
وعيناك تضيقانِ.. تضيقانْ..
ألهذا الحدّ حزنتَ؟ وأنت تجاري زمناً
يتوهّج فيه العتم كعينَيْ (ميدوزا)
ما أعظم أن نصبح أحجاراً!....
صمتك يصرخ فيكَ
فلا ترحل في الصمت الأزليّ، فهذا الدرب دمارُ
شكّل نفسك سيفاً
رمحاً عربياً
قنبلة، شبحاً، إعصاراً..،..
لا يحزنك الهم فإن الهم صراطٌ!
وإذا أقفلت الأبوابُ ودُنّس محراب العدلِ
تشكّل خارطة من غضبٍ
سيعرّش في كفيكَ،
على شفتيك، وخديك الصبارُ
وسينمو فيك اثنان وعشرون ذراعاً
لا تتصافح إلا في الأحلامْ!
صمتك يصرخ..
كي تثبت أنك إنسان
أمّا أنت فمنبوذٌ
مطرود من وجه الصبح، ومكروهٌ..
حتى آخر ما في القلب من الطاغوت
وجهك يصرخ فيك: اغرب عن وجهي
عيناك تجهَّمتاك، وفوك يصبُّ اللعن عليكَ،
تضاريسك تسودُّ أسىً، تتصحَّرْ..
منبوذ أنت من الداخل، منبوذ أنتَ
وممتزج بالموت، ومتّشح بالنارْ
صمتك يصرخ فيك: اصرخْ
اصرخْ..
تتهيأ كي تصرخَ..
شفتاك على استحياء ترتعشانْ
صمتك يصرخ فيك: اصمت..
مأساتك أنك مأساة!!