أستريح - عبدالناصرحداد

أيمكن أن أستريح قليلاً؟..

أيمكن أنْ…؟

ثم كيف لقلبيَ أن يستريح، ونفسيَ أمّارة بالغناءِ؟

أيمكن أن أستريح، وألقيَ عني قليلاً عنائي،

وأدخل فيّْ!؟

أيمكن أني…؟

وإن كنت مني

لماذا تشتّت بعضي

أيرغب بغضي، ويعدو عليّْ؟

سأخرج مني قليلاً لأدخل فيّْ؟

سأخرج مني.. أجل سوف أخرج.. ثم سأُخرِجني من يديَّ

وأنثرني في الهواء هواءً، عسايَ على نسمة أستريحُ

فيمكن أن.. إن خرجت عليّْ


…………

هنا في القرارِ

أنا

ها هنا في قراري، وقيعان وجدي، أهيّئ مرثية للذي كانني

ثم أدعو همومي: شقيقاتِ قلبي إليَّ

فتهمي-فرادى وجمعاً- فراتاً وذكرى

ويحضرني صوت حنطية القلب: (لو تحترسْ

هو الشعر يكسر قلبك، يكسر قلبي عليكَ،

ستؤذيك، فاحْنُ علي وحِنْ..)..

آه مِنْ…

…………

…………….

وأنت الـ أتيتِ..

ألم نختلفْ؟

ألم أتجاهل وضوحك كي تفهمي أنني أحجيةْ؟

ولست غَموضاً كما ينبغي، أو كما أبتغي،

شرّحتني الهواجس، عرَّتْ خَفوقيَ من كل لبسٍ،

ولا ذنب لي غير أني وُلدت كثير العقدْ

فمن أين لي أن أكونَ(..)

وقد شاخ قلبي، وشبْتُ، ولم أكُ بعد ولدْ

ومن أين لي أن أكونَ/../

ولست بطبلٍ

ولا كالمنافيخِ

لا شأن لي بالكراسي

ولا شأنَ…

لم أتعلّم فنون الجسدْ

ولم أتلقَّ..، ولم..، ..

راحتي في الألْم

فهل أستحي من تضخّم قلبي، ووفرة مائي

وهل أستحي من نحولي، ومن حجم أنفي،..،

وهل أستحي من حيائي؟

وقد خلقتني يد الله (جلَّ..)

….

وحلّ بقلبي الذي هو حلم القزمْ

فلم أتخلَّ عن البارقات الأليقات فيَّ، ولم

ليتني من عدمْ

فقد أستريح قليلاً

… أريح عنائيَ مني

كأنيَ مَنْ خلق الله من أجله ما يسمّى (عناءُ)

كأنيَ مَنْ –وحده- أنكرته السماءُ

كأنيَ..

أو كائنٌ فيَّ لا يستريحُ

فهل.. ثم هل.. ثم

تسطع آهْ

أيمكن أن.. ثمَّ

يمكن إن فارقتني الحياةْ

*

(هذا جناة أبي) وليس جناتي
لو خيّروني ما أردت حياتي

لو خيروني أي شيء من منىً
لاخترتُ خاتمتي وقلت كفاتي

*

سأوغل أكثر فيَّ

سأوغل.. ثم أغير علي، وأسبي سباتي

لماذا غفوتِ أناتي؟

لماذا غفلت عن الكائنات الكبيرة فيّ، وتوّجت بعض الصَّغارِ؟

اسمعي بوح أخضريَ المتخافق عشقاً لبنت النهارِ

اسمعي همس ما يتماوج فيَّ من المشرقاتِ

اسمـ.. عيدٌ لقلبيَ ميلاد نارِ

اسـ.. معي ما يزيح السواد من الأمنياتِ

معي ما يعيد الحياة لمجرى الحياة من الأغنياتِ

معي أغنياتي

اسـ..

وعِيْ أغنياتيَ، لستُ أنغّم موتي كما يشتهونَ

ولستُ سوايَ كما راق لي أن أغني

أنا الآن مني

ولي كل هذا التعبْ

ولي كل

لي..

ثم..

هذا التعبْ

فهل أستريحُ؟

…؟!.