مفردات صباحية - علاء الدين عبد المولى

صديقةَ النَّهارْ‏
عيناك زهرتا حنينْ‏
وأنتِ لا تدرينْ...‏
... ...‏
كلَّ صباحٍ أنتِ تصعدينْ‏
سلالمَ الهواءْ‏
قرنفلاً طفلاً، وتهدلينْ‏
حمامةً من عنبٍ وذهبٍ،‏
والشّاعر الذّائبُ في ظلاله‏
يرى إليك: هل كبرتِ زهرةً؟‏
أو أيقظَ النّشيدُ فيك جمرةً؟‏
وهل لمستِ أمس في قصيدتي‏
أصابعي تنشئُ منكِ عالماً‏
يسبَحُ في عروقي‏
مبعثِراً نجومَهُ من شَرْقِ خصركِ اللَّطيفِ‏
تنحني قصيدةٌ‏
راكعةٌ في مشهد الأزهارْ‏
من غربِ صدركِ الرَّهيف يستديرُ كوكبانِ‏
يمزجانِ لغةَ المدى بصمت النّارْ...‏
... ...‏
سمَّيتك الحديقَةْ‏
جلستُ في هوائها‏
شكّلتُ من ظلالها باباً يؤدّي للجهاتِ كلِّها‏
فلتسمحي للقلب أنْ يستنبتَ الدّهشةَ من‏
فراشةِ البريقِ في عينيكِ‏
حتّى انهمارِ غيمةِ القهوةِ من يديكِ‏
ليكتبَ النَّهار معناهُ‏
ويفرحَ اللهُ...‏
... ...‏
أما عليك أن تكوني الآنْ‏
مصحف ألوانٍ لقلبٍ خاشعٍ؟‏
أكتشفُ الصَّهيل فيك،‏
فاغزلي سجّادةً تشرقُ فيها برهةٌ‏
مفعمةٌ بأنَّك الأنثى التي داخلَها‏
بحرٌ من اللّؤلؤ والمرجانْ‏
لم يكتشفهُ بعدُ صيَّادٌ،‏
ولم تهجُمْ على جماله سلالةُ الحيتانْ‏
بحرٌ، وقد حصَّنتهُ بسورة الرَّحمنْ...‏
... ...‏
صديقةَ القصيدةْ‏
ولي لديكِ شرفةٌ أطلُّ منها‏
أوقديني كلّما كنتُ سراجاً مطفأً‏
مرفوعةٌ يدايَ نحو الشَّجر البعيدْ‏
كأنَّني نهرٌ بلا زوارقٍ‏
فاقتربي من ضفّتين تمضيان في الضَّبابِ‏
دونما أمَلْ‏
أجمَلُ ما في الأرضِ أن تقتربَ الأنثى من العَسَلْ...‏
... ...‏
يداكِ تغرقانِ في بحيرة الطفولَهْ‏
في النّغم الزَّهريِّ، في البياضْ‏
تختبئان تارةً في حضنكِ المغمور بالأمانْ‏
وتارةً تفاجئان الوقتَ بالأبَدْ‏
يداك في صمتهما‏
قافيتان آخرَ الجسَدْ‏
كلّ يد فيها ظلالُ قلقٍ لشاعر‏
يأكلُ من أصابع الغياب لذّةً‏
يقرأ في وجهكِ ميلادَ غموضٍ ليس من كفءٍ له أحَدْ...‏
... ...‏
كلَّ صباح أنت تدخلينْ‏
تلقين خاتم التّحية المذهّبَةْ‏
في جنّة القلب ولا تدرينْ...‏
متى متى.... تدرينْ؟‏
________
12/4/1998‏