من رنين أجراس الجسد - علاء الدين عبد المولى

كيف أقنعُ أجراسَ فخذيكِ تقرعُ في ليليَ الموحشِ؟‏
افترشي ما تشائين من شرشفٍ‏
يرشقُ اللَّوزَ في حلمتيكِ‏
ويرفع من راحتيكِ غناءً من السَّهرِ الحُرِّ‏
فوق لهيبِ الحياةْ‏
أنتِ لي/ وأنا للَّذي سالَ من قمرينِ‏
استدارا بعينيكِ وارتسمَتْ فيهما لغةٌ‏
تستغيثُ بصمت اللَّغاتْ‏
طُرقاتٌ ستنقلنا للبعيد الّذي لا تضيّعه الطّرقاتْ‏
وخُطانا جسورٌ ستمشي عليها ظهوراتُنا العائدَهْ‏
نتوجَّهُ باسمِ ارتعاشاتنا‏
رائدَيْنِ من العشقِ فازا بطيبِ البدايةِ،‏
طفلَيْنِ نفرحُ باللّعبة الواحدَهْ‏
ندخلُ الحبَّ من بابِهِ المشترَكْ‏
ونديرُ على شفَتَيْنا الفَلَكْ‏
الأصابعُ أطرى من النّورِ،‏
كفٌّ تخبّئُ كفّاً‏
وتحرسُ عينٌ على باب عينٍ‏
وأعماقُنا رقصةٌ لا تحدُّ ولا تُنْتَهَكْ‏
....... ........ ........‏
أيُّهذا اللَّطيفُ القريبُ المجيبُ المذيبُ‏
الخبيرُ بعلم الفصولِ وعَزْفِ العراءِ‏
تقدَّمْ إليَّ... فما أجملَكْ‏
أنتَ من لذَّةٍ حرّمتْها السَّماءُ‏
ولكنّه شرعُ قلبي الّذي حلَّلَكْ‏
وطواكَ بأعطافِهِ الشَّاعريَّةِ،‏
أنتَ الجمالُ الَّذي هَبَّ من رقدةِ الحلمِ‏
سبحان شِعري الّذي كالنَّواقيسِ في‏
معبدٍ دَقَّ لَكْ‏
فنهضَتْ كرمح فتحتُ له باب صدري‏
تغلغلْ، وشُقَّ الهواءَ الَّذي أتنفَّسُ،‏
واطعَنْ ، فلن يصرخ القلبُ: ما أقتلَكْ‏
وخذ الطّيبّات من المشتهى‏
وأَقِمْ بين جلدي وعظمي‏
بنيتُ هنا منزلَكْ‏
ضاع قلبي طويلاً على شرفاتِكَ‏
فانزلْ أخيراً مقاماً منيرا‏
وبُحْ بالبكاءِ إذا أثقلَكْ‏
أنتَ دمعُ الفراديسِ والحزنُ في جرَّتي أنزلَكْ‏
يا مدلَّلُ في مهدِهِ المريميِّ‏
أما عدتَ تذكرُ، لمَّا أضاعَ الرَّحيل مصابيحَهُ،‏
واستفاقَتْ ذئاب الثّلوجِ...‏
أما عدتَ تذكرُ من بقرنفل أشعاره كلَّلَكْ؟‏
هل تريد المزيدَ من الياسمينِ؟‏
تريد بهاءَ الصَّباحاتِ في قهوتي؟‏
والكتابَ الذي تستعيرُ؟‏
حنيني الّذي تستثيرُ مخابئ أحزانِهِ؟‏
كلُّ عطرٍ سأنسجُ قمصانَهُ خذه،‏
كلُّ منام سأحلمه خذهُ،‏
كلُّ مكان أظلّلُهُ بيدي خُذْهُ،‏
كلُّ نداءٍ سأطلقُهُ في متاهي‏
وكلّ شموع سأوقدها للإلهِ‏
وهذا المساءُ الّذي تتغلغل فيَّ أصابعُهُ‏
والصّباح الذي قلتُه، فنما فلُّهُ‏
والَّذي سأقولُ،‏
وهذا البعيدُ الذي لا يجيءُ ولا يُمْتَلَكْ‏
كلّه...كلّه... خذه لكْ‏
خذه لكْ‏
أين تهربُ؟ مستقبلي أنت،‏
مستقبلي بعد أن كنتُ مستقبلَكْ‏
يا حبيبي أطيلُ على نَصِّكَ المخمليِّ شروحي‏
وأقرأُ من داخلي مُجْمَلَكْ‏
....... ........ ........‏
يامضيئي بعرس مشاعله،‏
أيّ ربٍّ على جبلٍ ساحرٍ أشعلَكْ؟‏
أَلْقِ في تربتي برياحينِ صدركَ‏
في فجر نافذتي بهديل حمامكَ‏
واسكب على جسدي عسلَكْ‏
قَدَرُ الرّوحِ أن يحتمي بقبابكَ‏
أن تصطفيكَ مغارَةُ شِعريَ وحياً‏
تجلجلُ أجراسُهُ في الفضاءِ‏
يضيءُ جناحاهُ ليلَ المغارةِ‏
تُطْلِعُ أقدامُهُ أفقاً ويقول ليَ: اقرأْ/‏
فاقرأ: يا سيدي يا مَلَكْ‏
كلّ من جُنَّ فيكَ هَلَكْ‏
وأنا آخرُ الهالكين،‏
لأنَّ دمي كان آخرهُ أوَّلكْ...‏
_____________
13/نيسان/1995‏