الحب في بيروت - غادة السمان

على ناصية الفرح البحري التقينا . كنتُ جبانة ، لا أمسك بغير
مظلتي.
معك اكتشفت ملذّات المطر الربيعي ، حين تتحوّل رئة
الفضاء حقولاً من الأزهار البرية وعطور الغابات ... وتهب
رائحتها من شعرك.
لعلّي ما زلتُ أحبك... فما زلتُ حين أطالع قصائدك،
أطلق شهقة الدهشة الأولى التي زقزقتُها يوم شاهدت البحر للمرة
الأولى .
أرحل في أجسادك عاصمةٌ بعد أخرى دونما "فيزا" ، وأتقدم
من مخافر قلبك بطلب إقامة دائمة في دورتك الدموية وأكتب
على إيقاع نبضك!
قلت لك بأنني أفتش عن الاستقرار،
فأقنعتني بالإقامة في غيمة فوق الروشة ، وأقتنعت!
أهذا هو الحب في بيروت ؟
____
ربيع 1998