عاشقة تقرع باب الوردة - غادة السمان

ها أنت تناصبني الحب..
يا له من حب شبيه بالعداء،
واقف على تخوم الكراهية والعجرفة وشهيّة التملك..
أين المفر؟ وعيناك أمامي، وفراقك ورائي
والعمر مستحيل بك، وبدونك!...
***
أطرق باب الوردة، فتفتح بابها
شاهرة فأسها كصديقة "مخلصة"..
أطرق باب النسيان، فيرمي في وجهي
بصورنا القديمة وأسطواناتنا وهذياننا الهاتفي المحموم..
أطرق باب حبك، فيجيبني شبح فقد ذاكرته...
أطرق باب بيروت، فيفتحه مسلح أعمى عربيد
ويصرّ على إفهامي أسرار "الألوان" وهو يرسم..
ويلقي محاضرة عن الطريق إلى "النصر"
ويتابع صنع البوصلات إلى الجنة،
ويرغم الطيور على الهجرة وفقاً لخرائطه..
***
أطرق باب الموت، فيعلٍّق حفّار القبور لافتة:
"لم تبقَ محلات".. ويسجل اسمي على "لائحة الانتظار"!...
أطرق باب الفرح، فيفتحه لي وهو يجهش بالبكاء..
أطرق باب المحبرة، فأجد جثث الحروف
عائمة فوق سطحها مذبوحة بسكاكين "العناصر غير المنضبطة"...
أطرق باب جدتي، فتفتحه لي بوجهها العتيق،
وأبكي طويلاً فوق حناء يديها،
بينما ياسمين شعرها يهطل فوقي...
_________
8/4/1988