قلم - غادة السمان
حين أكتب بالحبر الأخضر،
أصير خضراء كشجرة في غابة الخصب...
وحين أكتب بالحبر الصيني،
أصير سوداء متاججة "الزنوجة"...
وأسمع قرع طبول غابات المحبة...
ويدب الدفء في عروقي...
وأنا أركض في إفريقيا مع الزرافات.
وحين أكتب بقلم "الكوبيا" العتيق...
أعود طفلة في مدرسة "خديجى الكبرى" بدمشق.
وحين أرى "المسكة والريشة" في المتحف،
يطلع أبي من محبرته الأثرية
كما فرسان المصابيح السحرية.
الحبر كالعطر،
يعيدنا إلى أزمان أخرى،
والورق الأبيض منديل الذكريات،
نجفف به دموع الحنين من أول السطر.