ذاكرة بصّارة في أمستردام - غادة السمان

أشرب قهوتي، ثم أقرأ في الفنجان الملطخ بالبقايا
حكايتي مع رجل أحبه ولا أعرفه!
وكل مساء، أحمل ذاكرتي إلى فراشي،
أمدّدها تحت الأغطية الدافئة
وأجلس إلى جانبها لأقرأ كفّها حتى تنام.
وحين يقرع الليل طبول "التام تام" في امستردام،
ويشتعل الحبر في الشرايين، ويستيقظ المستحيل،
أركض في قاع زجاجة الحزن،
فتتحول بي إلى مركب يعلو ويهبط بدواري،
والبحر مظلم.
وحين أهتف بإسمك
تتناثر من مجذافي النجوم...
أفتقدك؟
ولكنني أراك كل ليلة بوضوح في كرتي الزجاجية الشفافة!