مَلَكٌ تَوَاضَعَ .. - قحطان بيرقدار

شقراءُ مثل البَدْرِ صَاغَ أَشِعَّةً
سالتْ على الكتفينِ فَيْضَ تَأَلُّقِ
وعلى بَيَاضِ الظَّهْرِ غَطَّى نُورُها
نُورَ البَياضِ بِوَهْجِهِ المُتَدَفِّقِ
شَقْراءُ حتّى في طبيعةِ رُوحِهَا
وشُعورِهَا وحديثها إنْ تَنْطِقِ
شَقْراءُ حتّى في تَنَاسُقِ خَطِّها
فوقَ السُّطُورِ كَجَدْوَلٍ مُتَرَقْرِقِ
ما كنتُ أَجْرُؤُ أنْ أُفكِّرَ لحظة
في نَظْرةٍ منها تقولُ: سَنَلْتَقي
أو أنَّني يوماً سَأُمْسِكُ كَفَّهَا
ونطيرُ في جَوِّ الغَرامِ المُشْرِقِ
أو أنَّني سَأَضُمُّهَا مُتَشَوِّقَاً
أو أنَّها سَتَضُمُّنِي بِتَشَوُّق
ما كنتُ أجرؤُ.. كيفَ أَجْرُؤُ ؟ إنَّها
مَلَكٌ تَواضَعَ لِلْفَقِيرِ المُرْهَقِ ..