تصدِّقُ أو لا تُصدِّقْ ! - قمر صبري الجاسم

أراكَ .. يهلِّلُ دمعي ,
و أسمعُ صوتَكَ , قلبي يصفِّقْ .
تُصدِّقُ أو لا تُصدِّقْ .
و هذا الكلامُ الذي ينْخرُ الحزنَ
مِنْ ورْدِ قلبي يفوحُ ,
و إنْ كانَ يحتاجُ فصلاً مِنَ الأمنياتِ
غزيراً , ليورِقْ
تُصدِّقُ أو لا تُصدِّقْ .
فرشْتُ لحزنِكَ سجّادةً مِنْ
ضفائرِ بوحي الطويلِ الحنانِ ,
و قُلتَ : كَذَبْتِ .
فيا ليتَ قلبيَ ما كانَ ينطقْ !
سقيتُ أنا بذرةَ الشوقِ مِنْ ملحِ دمعي ,
و أثلجتُ حرَّ الوداعِ بكأسِ الوفاءِ
خرجتُ بحبِّكَ عنْ أيِّ منطقْ
تُصدِّقُ أو لا تُصدِّقْ .
تطوَّعتُ في حربِ هذا الزمانِ
أكونَ الأمانَ لروحِكَ
حزني دفنْتُ, لتنبُتَ مِنْ دمعِهِ
قُبلةً مِنْ حناني ,
على البرْدِ طرَّزتُ وعداً
يُغطّي الوداعَ
لأدفئَ أحلامكَ الغاليهْ .
حرثتُ سنابلَ وجدي
لتنْبُتَ شوقاً إليكَ
فإنْ شئتَ فاحصدْ ,
و إِنْ شئتَ فاحرقْ .
نسجتُ لكَ الشِّعرَ
مِنْ وحي ليلِ انتظاري
و حلْمُ القصيدةِ أن تجعلَ الشمسَ
مِنْ قلبِ حزنِ المُصيبةِ ,
غصْباً عنِ اليأسِ , تُشرقْ .
تُصدِّقُ أو لا تُصدِّقْ .
أنا غرفةٌ في سماءِ الحكايةِ
عمَّرتُ حلْمي
على أرضِ وهمٍ سُجنتُ بِهِ ,
و ما قلتُ يوماً لعلَّكَ تعتقْ .
" سَمعتُمْ ..
و إنْ كنتُ صادقةً .. صفِّقوا
لعلَّ الحبيبَ يُصدِّقْ …"
و ها صدَّقوني ..
يحزُّ بنفْسِ الضياعِ الذي
عشتُهُ قبلَ تأتي ... يُعاتبني ,
بعدَ كلِّ السنينَ عشقتُ ,
و بعد انتظاري ظفرْتُ ,
و صدّقتُ قلبي ..
و حتى الذين تمنّوا هوايَ ,
و ما اخترتُ غيركَ, قد صدّقوني .
أحبّكَ ..... أنتَ الوحيدُ الذي
لمْ تُصدِّقْ !