مقهى للبكاء - قمر صبري الجاسم

في قهوةٍ
للعاطلينَ عن الأملْ
أختارُ زاويةً لأشربَ نصفَ كوبٍ
من مللْ
حتى أراقبهمْ جميعاً يدفنونَ الأمنياتْ
أشتمُّ رائحةَ احتراقٍ من تباشيرِ الحياةْ
و أرى على صدرِ الفجيعةِ قبلةً مرميّةً
و جريدة عنوانها نهرُ الكسلْ
يأتي إليَّ النادلُ الـ
ماذا تريدُ ..
هنا لدينا كلَّ ما لا تشتهي
ما لا تحبُّ
عصيرَ قهرٍ , قهوة من ذكرياتْ
أمْ جئتَ مثلي كي تمارسَ دونَ أجرٍ
( حقَّ أمنيةِ العملْ ) ؟
إني هنا يا صاحبي
كي لا ألبّي ما تريدْ
إلا إذا ما قلتَ أن أبكي
جلبتُ لكَ البصلْ .