عطرُكَ يحفظُ سرِّي - قمر صبري الجاسم

على غفْلةٍ مِنْ ذراعَيكَ أغفو
و عِطرُكَ يحفظُ سرِّي
و أشربُ مِنْ خمرِ نومِكَ
يسْكرُ مِنْ دفءِ حلْمي
أدلِّلُ شَعري على راحَتيهِ
أمشِّطُ للعطرِ شِعري
أنامُ و ملءَ جفوني السهرْ
و ينزفُ مِنْ صمتِ عطركَ
جسمي , صورْ
و أسمعهُ يقتفي دمعتي
يُناغي لحزْني
حبيبةَ قلبي قمرْ
لعطرِكَ سحرٌ يُناجي حناني
و يحملُني مثلَ دميةِ روحٍ
هنا مِنْ مكاني
ليأخذَني حيثُ أنتَ ..
يحقِّقُ بعضَ الأماني
لهُ قبلةٌ تحفظُ الثغْرَ غيباً
و كلَّ تفاصيلِ شوقي
تُكسِّرُ برْدَ حدودِ الزمانِ
لعطرِكَ كفٌّ تُحلِّقُ مثلَ القصيدةِ
في شَعرِ حزني
تُخفِّفُ عني الوداعَ
و تُفرِغُ لي كأسَ ظنّي
تطيرُ قصائِدُهُ في رجائي
تحطُّ على صدرِ وَحْيي
كأنَّ لعطرِكَ تجْربةً في الهوى
ألف ضمّهْ
لهُ باعُ حزنٍ طويلٍ
يُعاملُني كالمُعاني, برحْمهْ
يردُّ عليَّ إذا ما اتّصلتُ
و يرسلُ ردَّاً إذا ما كتبتُ
بمقدورِ عطرِكَ ألا ينامَ
إذا ما استطعتُ
و يمسحُ شوقي إذا ما بكيتُ
يُعاملُني مثل أوفى صديقْ
و يشعرُ بي إنْ شَعرتُ بضيقْ
يُسلِّمُ كلَّ انتظارٍ عليَّ
تفوحُ ابتسامتُهُ مِنْ يدَيَّ
يدوِّخُ قلبي إذا لي هَمَسْ
و يسلبُ روحي
إذا دقَّ للأمنياتِ الجَرَسْ
كأنّي بسجنِ انتظارِكَ أحبو
و عطرُكَ يكسِرُ ورْدَ الحَرسْ .
فمِنْ أيِّ ثوبٍ
تعلَّمَ عطرُكَ هذا الحنانْ ؟
و مِنْ أيِّ صدْرٍ
تفتَّحَ في قلبِهِ الأرجوانْ ؟
أراهُ , فأشعرُ أنّي أراكَ
أُقبِّلُهُ , أستَحي مِنْ شَذاكَ
لعطرِكَ هذا الذي بَلَّ ريقَ ثيابي
و أقسمتُ ألا أُغسِّلَها بالوداعْ ,
أُجدِّدُ عهْدَ الضياعْ .
تورَّدَ خدُّ ثيابي ,
بدا خصرُها واجماً
حين قبَّلْتَهُ في شفاهِ الذراعْ .
هنا ظلَّ عندي و أنتَ ذهبتَ
لروحٍ بعيدهْ ..
متى سوف تأتي
لتسقي بعطرِكَ
شَوقَ ثيابي الجديدهْ ؟