لنديمِ الحزن - قمر صبري الجاسم

كأنَّ على سطحِ حلْمكَ
عصفورُ يأسٍ يُقيمُ
تُسبِّحُ بالحزنِ أيامُهُ
يُغني كما ينخُرُ الهمَّ فينا اليتيمُ
حواجِبُهُ تلتقي بالمآسي
يحكُّ بمنقارِهِ ريشَ لوعَتِهِ
الـ " شيَّبَتْهُ " الهمومُ
يجرُّ بذيلِ الحقيقةِ فرحَتَهُ
يَبلُّ ابتسامَتَهُ بالحنانِ
و لكنها لا تدومُ
تُكسِّرُ أعصابَهُ الذكرياتُ
على وجهِ حبٍّ قديمٍ يهيمُ
يقيمُ لهُ عرسَ صبرٍ ليضحكْ
و في غمرةِ الرّقصِ يبكي الحليمُ
كريمٌ بفطْرةِ دمعتِهِ إنما
طبْعُ هذا الزمانِ , لئيمُ
تَمخَّضَ في بطنِ أيامِهِ الحلْمُ ميتاً
كما يُنجبُ الوجدَ حبٌّ عقيمُ
يُصاحبُهُ حينَ يغدو " محاقَ " القمرْ
على أغَلبِ الوهمِ
تنْفرُ منهُ النجومُ
سجينُ محابِسِ غُربَتِهِ
" الشوق و الانتظار "
إلى عشِّهِ حيَّةُ الموتِ تسعى
يُقبِّلُ ضحكتها
لسعةً .. لسْعةً
ينامُ على بيضها مطمئنَّ الخيالِ
كأنَّ الأفاعي تصومُ
...
...
ستخلدُ للبردِ بعد رياحي ..
" يمونُ " عليكَ ضياعي
أُعاتبُ ودَّكَ لكنني لا ألومُ
أُحلِّفُ صمتكَ ,
كُرمى لحزني .. تبسّمْ
يخافُ عليكَ حناني
نَعمْ , يستحقُّ الوفاءَ النديمُ .
تعشَّ الوداعَ , و ثقْ باحتضاري
و أرجوكَ .. أرجوكَ خُنّي
أنا ماردُ النايِ مثلكَ
زوجٌ لأرملةِ العنكبوتِ البراءهْ
هلمَّ و رُشَّ لنا السطحَ بالأمنياتِ
و صُبَّ لنا كأسَ حُزنٍ .. لنبكي
فكيف يداوي الحياةَ السقيمُ ....؟! .