ودَّعَ قطاراً من أجلها - لقمان ديركي
يترك في الفراش نوماً قلقاً
                                                                    و بقايا أرق طويل
                                                                    مكانه يرى الداخلين
                                                                    مكانه فيه
                                                                    يرى الخارجين
                                                                    و امرأة مرتبكة لا تخطو إليه
                                                                    ***
                                                                    ضغطَ كفّه
                                                                    عاصراً مصافحات قديمة
                                                                    ***
                                                                    عندما ودَّعها
                                                                    ملأت زجاج القطار بالقبل
                                                                    فتكسر هو
                                                                    و القطار يرتب امرأة لن تعود
                                                                    انتظر قطاراً كاملاً من أجلها
                                                                    و لم يرَ سوى حقيبة تمشي وحدها
                                                                    تركه القطار ينتظر
                                                                    و في يده بطاقتان
                                                                    ***
                                                                    تلكأ في المكان
                                                                    خطواته خوف
                                                                    الوقت مهلته
                                                                    و الأمكنة جوابه
                                                                    لأنه هكذا
                                                                    خطواته دائماً بلا أقدام
                                                                    ***
                                                                    رجل بشرفات كثيرة
                                                                    ثم لا يطلُّ إلا على امرأة واحدة
                                                                    و حيناً تتساقط عليه شرفاته
                                                                    تتهدم علي الجدران
                                                                    و عندما يتمايل تقع من جسده أسبابه
                                                                    و تتراكم فيه القبور
                                                                    يجمع الأسرار حوله
                                                                    و يمشي مفضوحاً بها
                                                                    قبلته العجائز من جبينه
                                                                    و الأصدقاء من خديه
                                                                    و امرأة وحيدة قبلته في المرايا
                                                                    ***
                                                                    تلمسَ وجهه
                                                                    تذكر التجاعيد التي ستحتدم فيه
                                                                    و عندما التفت
                                                                    أحسَّ بندم قديم يعضّ أصابعه
                                                                    ***
                                                                    عندما مضتْ
                                                                    لم يحزن كثيراً
                                                                    ثم حزن كثيراً
                                                                    لأنه لم يحزن
                                                                    ***
                                                                    سرح شعره
                                                                    لبس ثياباً جديدة
                                                                    تأمل المرآة و ندم
                                                                    و على المرآة حاول أن يكتب شيئاً
                                                                    ثم لم يعد يَرى شيئاً
                                                                    ثم لم يعد يُرى .