جنون العظمة - محمد الماغوط

بيدي رزمة من المفاتيح
الشعر، الحب، العظمة، الخلود،
ولكنني لم أحقق أي نجاح في أي منها
بسبب بطء أو سرعة أو خطأ في الإيلاح أو الولوج
إنني بحاجة إلى مسحة من الغلّ والحسد
كالتي نراها في عيون اليهود والشيوعيين والغزاة المدحورين.
*
بعض الكتب نرجسية كالطغاة
وعدوانية ومتوحشة كالصخور
وبعضها وديع وأليف كالريش
ولذلك أعزلها وأفرزها عن بعضها البعض
ولا أدعها تنام في غرفة واحدة
فكيف في درج واحد.
*
ليست بحاجة إلى ريشة
لأكتب عن الكبرياء
ولا إلى وردة
لأكتب عن الربيع
ولا إلى ينبوع
لأكتب عن العطاء
ولا إلى التسول لأكتب عن الفقراء
وعندما أفكر بما سأكتب
وما هو ممنوع أو مسموح
وأكيل كل كلمة بمكيال كالدبّاس
لا أخط حرفاً واحداً...
أما عندما أترك على سجيتي
فغير الله لا يعرف ماذا أكتب
وأية أبواب أطرق
وفي أية مجاهيل أتوغل
وعلى أية أطلال أصدح
وأكتسح في طريقي: العقل والمنطق وحتى المارة وشارات المرور.