مشروع فراشة - محمد الماغوط

والآن جاء دورك
أيتها المرفرفة حول دفاتري
كفراشة المصباح
أو المسمار الضال
حول خشب الصليب
قد أنسى مواعيد الطعام والشراب والدواء
وحتى الصلاة والدعاء
ولكنني لن أنسى قواعد الشوق
وأبجدية الحنين لك
ولكل ما يمت لك بصلة
*
ما لون الوسادة التي تنامين عليها؟
وهل تكتب لينا وظائفها على طاولة؟
أم على الأرض أم على ركبتها كجدها؟
وما هي اللعب التي يلهو بها هادي؟
في ساعة صحوه وإشراقه؟
أرنب؟ قط؟ دب؟ عصفور؟
إنها لعب أطفال فعلاً
ولكننا سبقناكم كثيراً في هذا المجال
فأبسط لعبة في أرض الوطن
هي الوطن نفسه،
وتاريخه ومستقبله ومصائر الناس فيه.
*
وأخيراً تسألينني عن أحوالي
وكيف أقضي أيامي؟
لا أعرف يا ابنتي لا أعرف
لقد صارت قدماي جزءاً من الأرض
وشرفتي جزءاً من السماء
وكل ما كتبت صار في ذاكرة الناس
وهكذا انتصرت على الموت
الذي طالما حذرتني منه
دون أن أصاب بخدش
أو أفقد قلامة ظفر.
بالمناسبة ما أحوال الطقس عندكم؟
يقال أنه صقيع قاري لا يحتمل
آه يا أحبائي
ليتني شمس غجرية فوقكم
أو بركان مسالم بين أغطيتكم وأطرافكم.