بشائر النصر من بغداد - محمد مأمون نجم

النور أوشك أن يعمّ بلادي
رغم الضنى والضيم والأصفادِ

و الناس ، ما للناس ؟ شيء هزهم
وكأنهم كانوا على ميعاد

يتحدثون وخزي جيل كامل
يهوي .. وترفع رأسها أمجادي

تحكي البشائر في بريق عيونهم
فرح النساء وبهجة الأولاد

والقيد باقٍ .. والغرابة أنها
صارت تصفق في القيود أيادي

و مكمم الأفواه باقٍ لم يزل..
لكن يموج الكون بالإنشاد

شيء يمس قلوبنا وكأنه
فرح التلاقي بعد طول بعاد

***

بغداد .. يا بغداد.. دمعي بارد
حلو .. كطعم النصر بعد جهاد

لا تعتبي.. قد بحتِ قبلي بالهوى،
إن الغرام على عيونك بادي

يا قصة الحب التي أشهرتها
فإذا كرام الناس من حسادي

أنا عاشق السيف الموضأ بالدما
يحمي حدود كرامتي ويفادي

أنا عاشق.. هذي وصية أحمدٍ ،
ووصية العشاق من أجدادي

بغداد.. أورق مصحف بجوانحي..
آياته مني كنبض فؤادي

إن ضاع مسك من حروف قصيدتي
فدم الشهيد على ثراك مدادي !

***

كانت صحارى أمسنا محمومة
نمشي بها صادٍ يجرجر صادي

واليوم تلتحف السحاب نسيمها
عبق السفوح وطيب عرف الوادي

المجد أن تهوي الحصون منيعةً
، وتموت صاغرةً ذئاب بلادي

و المجد أن عمامة مغبرة
عزّت، وذلّت راية الإلحاد

( الله أكبر ) لم يعد هذا الندا
قول الدعيّ.. وصرخة برماد

ولّى زمان فيه نعل سائد
و الشعب فيه مطية الأسياد

ما عاد يولد في العواصم مرجف
إلا ويكشف ساعة الميلاد

و الذعر بادٍ في اهتزاز عروشهم
و تخبط الفرعون والجلاد

اليوم صار الحرف قائد جبهة ..
والحرف يحفز ، و المداد ينادي

والطفل حتى الطفل يدرك واثقاً
أن لا حياة لنا بغير جهاد ..!!