دمشق - محمد موفق وهبه

وَرْدَةٌ فِي حضْنِ قاسـيونَ غَفَـتْ
نَسَجَتْ مِنْ حُسْنِهَا ثوبَ انشِرَاحِي
تَسْـجُدُ الشَّـمْسُ عَلـى أَعْتابِهـا
تَنفضُ الظُّلمَة عَـنْ جَفنِ الصَّباحِ
وَ الدُّجَى طـرَّزَ مِـنْ نَجْمَـاتِـهِ
أَحرُفَ الحُبِّ لَهـا ذَيـلَ وِشَـاحِ
وَ العَصَـافيـرُ مَـدَى آفاقِـهـا
تَتَـهـادَى فِـي غُـدوٍّ وَ رَوَاحِ
وَ تُغَنِّـي للـرَّوابـي وَ البِطـاحِ
لافتِرَارِ الزَّهْرِ فِي ثغـرِ المِـلاحِ
للشَّـذى يَعْبَقُ مِنْ دربٍ وَ سَـاحِ
مِنْ رياضٍ نَعِمَتْ فيها الضَّواحِي
نسَـبَ الحُسْـنُ إلـى غاداتِهـا
خَجَـلَ الـوَردِ وَبَسْـمَاتِ الأقـاحِ
..
وُلِدَ التـاريـخُ فِـي غوطَتِـهـا
كُـلُّ حَرْفٍ فيهِ سَـيْلٌ مِنْ جرَاحِ
كَـمْ شـهيـدٍ حَفِـظ العَهْـدَ لَهـا
وَهَـبَ الـرُّوحَ بِعِـزٍّ وَسَـمَـاحِ
لا تَسَـلْ كيفَ سَـكبنا دَمْعَنـا..؟
لَهَـبُ البـارودِ مِنْ بَعْضِ النُّوَاحِ
بَـرَدَى فِـي ضِفتيـهِ لَـمْ يَـزَلْ
يُشـرِكُ الأطيـارَ في كـلِّ صُداحِ
مُنشِـدًا لَحْـنَ مَوَاضِيهـا الَّتـي
رَدَّتِ الأَيّـامَ عَـنْ دَرْبِ الجمـاحِ
..
هِـيَ فِـي شِـعْري حَنيـنٌ مُلهِمٌ
وَهيَ لِي فِي صَبْوَتِي كَأسِي وَراحِي
أنـا إنْ قيـلَ: دمشـقُ انفَتَحَـتْ
جَنَّـةُ الحُـبِّ وَفِـرْدَوْسُ ارْتِياحي
كَيـفَ يَحلـو لفـؤادي هَجرُهـا..؟
هَلْ يَطيرُ الطَّيرُ مَقصُوصَ الجَناحِ..؟!
يَا شِـراعَ الحُبِّ لا تخشَ الهَـوَى
سِرْ فبَعْدَ اليومِ لنْ أخشى افتِضَاحِي
قُــلْ لأمْــوَاجِ هَواهـا: إِنَّنـي
مُدْنَفٌ لِلسِّـحْرِ ألقيـتُ سِـلاحِـي
.
1961