لا تتردَّدي - محمد موفق وهبه

قالت كأنك صخرةٌ..!
فأجبتها بتوجعِ:
لو تسمعين..
يشفُّ نَوحَ النايِ وجدُ تضرّعي..!
لو تُبصرين..
العِشقُ أهدى للصبابةِ مدمعي..!
قالت أرى في مُقلَتيكَ حِكايةً لم تُسمَعِ..!
وكأنما قرأتْ من العَينينِ شوقَ الأضلُعِ
فأجبتُها: إن شِئتِ أن يرضى الهوى سيري معي
نحيا كعُصفورَين في عش الغرامِ الممتعِ
قالت ودمعُ الوجدِ ملءُ جفونِها بتنَهّدِ:
ما هذه الدنيا سوى شوقي إليكَ وموعدي
خُذني إليكَ..
فما الزمانُ بِمُسعدٍ أو مُخلِدِ
مَزِّقْ هُمومَ اليومِ وامضِ معي إلى صَفوِ الغَدِ
فأجبتها: هذي ضلوعي فادخُليها وارقدي
نامي على فُرُش الغرامِ..
تمدّدي وتوسّدي
ما في الفُصول مع الغرامِ سوى الربيعِ المُمْرِعِ
مادامَ قلبكِ خافقاً في أضلعي لا تجزعي..!
لا تتركي كيدَ الوُشاةِ يهُزّ عندَكِ موضِعي
ضُمّي الضلوعَ..
مع الفؤادِ تَوَحّدي..
لا تُبعِدي
قد يَعتَريكِ تَخُوُّفٌ..
أقدَمتِ لا تترَدَّدي
.
1960