النجوى الأولى - محمد موفق وهبه

مَسَّ قلبَ الكونِ نوحُ الضارعينْ
في الدُّجَى يَدْعونَ رَبَّ الكائِناتْ
يَا إلهَ الخَلقِ جئنا لا ئذينْ
بك من ذُلٍّ وعارْ
فإلى بابكَ قد آنَ الفِرارْ
يا مجيبَ الدّعواتْ
خلّصِ العالَمَ من أوصابِهِ
أنتَ أدرى ما بِهِ
مَا لنا إلاكَ أنقِذنا مِنَ الوَحْشِ اللعينْ
أبْعِدِ الطاغوتَ عَنا: شَهْرَيَارْ
أنقِذِ النسْوَة مِنْ أنيابهِ
يا إله العالمينْ
حَصَدَ الظلمُ البَناتْ
قرَّحَ الدَّمْعُ الجُفونْ
أكلَ الخوْفُ القلوبْ
يَا إلهَ العَالمينْ
ربّ من يدعوكَ حتماً لا يخيبْ
يا مجيبَ الدعواتْ
أبعِدِ الطاغوتَ عَنـَّا: شَهْرَيَارْ
سلّط الشرّ على الأنفُسِ لَيلاً ونهارْ
رَبَّـنا أنزلْ عَليْهِ مِنْ سَقرْ
غضَباً يَأخُذُهُ أخْذَ عَزيزٍ مُقتدِرْ
تَضَرَّعَتْ كُلُّ القلوبِ، تَمتَمَتْ كُلُّ الشِّفاهْ:
اللهُ يا أللهْ
يَا رَبُّ يَا رَحْمَانُ أنقذِ النسَاءْ
وَرُدَّ هَذا الشَّرَّ وَالبَلاءْ
ولمْ يَكنْ إلاكِ شَهْرَزَادْ
طاردَةَ الشَّرِّ عَنِ البلادْ
جَالبَةَ الخَيرِ إلى العِبَادْ
طلعْتِ مِنْ بَيْنِ الجُمُوعْ
كبشَ فِداءْ
عَنِ النسَاءْ
نزَعْتِ مِنْ صُدورِ أمَّهاتِهنَّ الخَوفَ جَففتِ الدُّموعْ
فكنتِ مَنْ أرَادَها الإلهْ
مُنقِذَةَ النِّعَاجِ مِنْ سِكينةِ الجَزَّارْ
مُنقِذَةَ البَناتِ مِنْ أنيابِ شَهْرَيَارْ
فشَهْرَيَارُ كانَ مِنْ سُلالةِ العُقبانْ
وكانَ مِنْ سُلالةِ الذئابْ
لهُ مَخَالِبٌ لهُ أنيابْ
كَأَنَّهُ لَيسَ ابنَ أنثى لَم تَلِدهُ امرأَةٌ إنسانَهْ
مِنَ القَواريرِ الّتي أوصَت بِها السّماءْ..!
من عالَم الضَّعفِ الجَميلِ عالَمِ الأنوثَةِ الغَنّاءْ
والجَنَّةِ الفتانَهْ
من عالَم الحُبِّ الذي أنبتَ أشجارَ الحَنانْ
كَأَنّ أُمَّهُ التي سَقَتهُ مِن حَليبِها مَصّاصَةُ الدِّماءْ..!
مُرضِعَةُ الحيّاتِ أُفعوانَةٌ شَيطانَهْ
فَشَبَّ فيهِ أَلفُ خُصلَةٍ مِن الشَّيطانْ
بَريئَةٌ مِنها وَمِن أَمثالِها جَدَّتُنا سَيِّدَةُ الرِّجالِ وَالنِّساءْ
بَريئَةٌ منها وَمِن رَضيعِها حَوّاءْ