فصل في مديح لم - مخلص ونوس

"هذا زمان السكوت
وملازمة البيوت"
(إخوان الصفاء
وخلان الوفاء)
*
لم نزل في غبار اللغة
نتلاشى وجوها وبقيا عصب
لم نزل نحتفي بالتعب
ونداري من اليأس هذي اللغة
لم نزل في فضاء القصيدة
في موجها نرتمي
مطرا أو حريقا ،
سيطلع من جمرها
مهرجان الدم
لم نزل في عواء المدينة،
في صمتها ،
نقتفي أول الشعر
أو آخر الأمنيات
نفتش في أبجدياتها
عن رؤانا،
وعن وطن كالوسادة
عن ليلك الأغنيات
لترسم في كل صبح يدانا
حقول الحياة
لفوضى دمي
أمطري يابلاد
لم نزل ننتمي
لسبابة تتوجس خلف الزناد
لفوضى دمي
للزنازن
للكف ماغيرت سمتها
للمطر
- لسنا جديرين فيهم-
أمطري يابلاد الحجر!
يطلع الشجر الآن
من جرحه والشرر
يتربص بالموت منكمشا
بين غربته واندلاع يديه
اللتين أتى منهما
القمر المنتظر
لم نزل غائبين بدفء
أي دفء أبي ؟!
وجهنا في المتاريس أسود
نكظم الغيظ ،
والغيظ أسود
نرمي شبا كا من الدمع،
والدمع أسود
نحمي براكيننا والطفولة
والجمر في القلب،
زمن
ياأبي
أسود..
في الزوايا يخبئنا الوقت
لم نستطع أن نموت
وطن في العراء بلا وقته
ووجوه الأحبة مرمية
في زوايا السكوت
مرة في خواء السفر
طالعتني الوجوه الكسيرة
عبر جدار من النزف،
فانتبهت مقلتاي
لجمرتها المطفأه
مرة لم يكن ينتظر
غير ما يتساقط
من غصن أوجاعه،
غصن لم يكن مرة مرفأه !
لم نزل نتقاطر في الشوك
نحفر في الصخر أحلامنا
نحتفي بالقصائد وسط الهجير
ولا يدرك الليل آلامنا !
ماالذي لا يقال؟
رجوناه يأتي
نمدد غاباتنا في يديه،
ونسلمه مطر الليلة القادمه
ماالذي لا يقال؟
أيدري الذي لا يقال
بمن داهمه؟!
سنبقى هنا
مثقلين بما يتبقى لنا من نهار
سنبقى هنا
لم يزل في الطريق بقايا حريق،
وبضع شجيرات حزن/
نغني لها
ولما يزل قادما موسم
من بقايا النهار
عبر وجه اللغه
وانكسار اللغه،،
تلك التي في تجاعيدها
نرسم الاخضرار !
* *
سلميه 1990