ذئب الكلام - مخلص ونوس

إلى : منيرحبابه

*

أمن خمر مزجت لنا نداكا ؟
ومن يأس رسمت لنا هواكا؟

لصخرتك التي مازلت تسعى
على جبل تدافعها يداكا

ويعبر موسم الأشواك قلب
يلملم ورده ..ويظل ذاكا!

"أبايارا" وريح العمر ألقت
على شقر الضفائر منتآكا

وتبتكر الشذى والصبح شوك
ويشمخ كل مذبوح سواكا

لوهجك أحمقا كم من حريق
لأنثى تستعيد بها مداكا

أتذكر صيفنا المشروخ موتا
وموت كان يرسمه عواكا

أيا ذئب الكلام هناك قلبي
قتيل مدّ أوجاعا خطاكا

لفوضاك التي أسرت إلينا
نبيا في تشرده ارتآكا

غيابك قنفذ في القلب هل لي
لأمحومن صدى قلبي صداكا؟

لأنت الورد مزروعا بضلعي
يهب الحب يجعلني فداكا

أتذكر كأسنا كيف الليالي
تحطمها؟ ولم تذهب ظماكا

غيوم ياحبيبي شردتنا
ضلالي في الهوى همّا،هداكا

فكم قبل ستغفو في عراكا !!
وكم حب سترسم مقلتاكا!!

لك الأنثى ارتباك هل سيجلو
جنون الكأس من شغف دماكا؟

على إسفلت هذاالحزن تهوي
وتقضم صمتها ندما رؤاكا

أتذكر رقصنا المخمور فجرا
شتائي المدى ؛ أعني صباكا؟

أتذكر؟ كم بنفسجه تركنا!!
وكم لون عبرناه ارتباكا!!

لرامبو في أزقته رعا كا
لدعبل من تمرده اصطفاكا

تأبط وردك المجنون شرا
وقال لذئب هذا الليل:هاكا

خريف نحو خيبتنا تهادى
ومن قش قميص النبض حاكا

ستذكرك الرياح،وهل كثير
على ريح إذا وصلت عراكا؟

سلاما أيها الدنف المسجى
على طول الخرائب، ماتراكا؟

طواك اليأس عني واحتواكا
وخاط الدمع لي ثوبا جفاكا !

أقد الصمت من وجع غريب
وألقي في الضحى أرقا شباكا

صديقي كم حفرنا صخر وجد
وزركشنا معابدنا انتهاكا

يجيء المتعبون على جراح
وينبثقون ليلا من قراكا

أهدهد نارك الظمآى لنار
بها الأفق العنيد نوى سقاكا

نهجي الحب مكسورين حبا
ويأبى أن يرى صدئا شقاكا !

تشاغبنا القصائد والليالي
تعلمنا بأن نفنى اشتراكا

سلاما للقصائد تزدريها
وللعنقاء تصعد من رباكا!

سلاما للحدائق؛ ليس وردا
إذا مااليأس في غده ارتداكا

سلاما يا أبا البؤساء أمضي
لأعشاب نمتها ضفتاكا!!

تصعلك أيها المكسور حتى
تردد لوثة الدنيا نداكا !!

* * * * * *

خلخلة – خريف 92