مكاشفة الذات - ياسر الأطرش

خذني جميعاً ياقمرْ
الأرض لا تمتصُّني كلّي
وطيني مثل عاشقتي.. جبانْ
البحر ليس متيماً بالماءِ
لكنّ الرياح
تثيرُ في النفس اشتهاءاتٍ سحيقه..
إني أحسُّكَ
يا الذي في داخلي
بالكاد أدخل من شبابيكي
وتفتح ألف بابٍ في الخليّة..
يا آخراً بين الأنا والأنتَ
من فينا البدايةُ
والبدائيُّ المعمّدُ في حليب المرأة الأولى
إذا عُريُ الخطيئةِ
صبَّ -في قيعاننا- نهر اللبنْ..
من يرتئي فعل الإرادةِ
لا إراديٌّ وجودكَ
كيف تصبح عكس كونكَ؟
منطقيٌّ
أنْ تكون العُمقَ في بُعدي
وغير المنطقيِّ
أكونُ قشرتكَ المُدانةَ
أيها السلبيُّ
شهوتكَ البريئةُ
عندما أتقمَّصُ الأحداثَ
تُخدشُ
إنه فرق الرداءةِ
بين من يعطي، ومن يعطي ليأخذَ
سرمديٌّ أنتَ
لكني وعاؤكَ
من يُحجّمُ بُعد صاحبهِ
أنا أم أنتَ
أم أن التعارفُ كان تحديداً
وإيذاناً بطرح المسأله..
يا أيها الجدليّ
كيف تريدني ألاّ أُمنطِقَ
-في معاييري- التطرفَ
كيف تُشهر سلطة الميزان في وجهي
وأنتَ المطلق الممتدُّ
من أَلِفِ المُباح إلى طلاسمَ
بعد ياء المرحله..
هل كنتَ قبلي
في ضمير البيضة العذراءَ
أم جئنا معاً
لاشيءَ يثبتُ أننا شقّانِ
أذكرُ أنني يوماً
قرأتُ وصيّة الأمطارِ
لقّحني البكاءُ
وكنتُ مريمَ
أيها القديسُ.. ياعيسايَ
يابوح الأنوثة في قرى جسدي
ويا رحم التكررِ
أيُّنا خلاّقُ صاحبهِ
ومن منّا البدايةُ والبدائيُّ المعقّدُ
رغبتي بالكشف تُضعفني
ولا تكفي لتمنحكَ التفوقَ
رُبَّ مجهولٍ برغبتهِ
-إذا قُدَّ القميصُ-
نراهُ أصغر من سؤالْ..
هل أنتَ تفعلُ
أم تقيِّمُ ردّ أفعالي
بهاؤكَ جدُّ يوجعني
فأصعدُ
في محاولةٍ لصيدكَ
أو لإدراك المميّز
ثم أهبط قانعاً بالشكِّ
خشية أنْ تراودني الفجيعةُ عن نقائكَ
مرةً كبرى
ويطردني المطرْ