كــلاّ - ياسر الأطرش

كان يدنو.. لقد دنا، فتدلى
قاب قوسين صار، ثم تولى

قلت: يا أيها الغريب تقدّمْ
طال خوفي وآنَ أن تتجلّى

لستُ أخشى، ولن أُفاجأ مهما
كنتَ مرَّاً، فما ظننتك أحلى

قد حزمنا حقيبة العمر لما
كلُّ شيءٍ عن كلِّ شيءٍ تخلّى

وانتعلنا وجوهنا في المنافي
حافيَ الوجه كان من ليس نعلا

واعترفنا بذنبنا .. كان كفراً
أن نعلِّي على الطحالب نخلا!

لم نكن ـ آسفون يا رب ـ ندري
أنَّ لحماً يصير في القبر رملا

تُدخل النار من تشاء، وتعفو
إنما نحن بالجحيمين أولى

نحن عبءٌ على الحياة.. وندري
نحن لاشيء ، نحن أفٍّ وكلا

نحن سكان خوفنا، ما خرجنا
ظلَّ طفلاً، وطفلنا صار كهلا

بالإدانات لا يُردُّ غزاةٌ
ومتى صارت الهتافات خيلا؟!

هكذا أصبح الرغيف إلهاً
مؤمنٌ كلُّ من على الخبز صلّى

يقطر الذل من سماء قرانا
تشرب الأرض... ثم تنبت ذُلاّ

ينحني واحدٌ ليصبح قوساً
ولقد فاز من سيصبح نبلا

كافرٌ من يقول إنّا بخيرٍ
أيّ خير ونحن نشرب وحلا

تنكر المرأة البغاء ولكن
ليس بالوسع أن تكذّب حملا

ليس في الغيب للمسائل حلٌّ
إنما الحلُّ.. أن نُفجّر حلاّ