فشل - ياسر الأطرش

حتى على جسدي.. على مستقبلي‏
متمرّدٌ‏
وأحبُّ أن أمشي على طرق الدوائرِ‏
أنْ أبالغ في الصعود وفي الغيابْ‏
هوذا أنا‏
طفلٌ تُدَلّلهُ الشوارعُ؛ يرتديه الليل.. يخلعه النهارْ‏
هوذا أنا‏
بين الرصيف وبين فقر أبي أحاول أن أشيّد شمس بابلْ..‏
قنديل وجهي يغسل الغابات بالضوء المولّه‏
والنزيف يعلّم الحراس أنّ الصمت أجملْ!..‏
صوت البنادق نصف هذا القرنِ‏
والنصف الصدى‏
وأنا الندى‏
أسقي عناقيد المآذنِ‏
كلما سقطت صلاة الصبح من جيب الإمامْ‏
وأنا ككلّ الناس‏
أحلم بالوقوف على تراتيل العصافير البريئة في امتداد الفجرِ‏
حيث الله يصنع طين آدم من حنينْ..‏
تعبٌ.. على طول احتمال الموجِ‏
والرِّجْلُ- الخطيئةُ لا تكفُّ عن اقتراف الملحِ‏
والعشب اختراع العائدين إلى بيادرهم‏
بلا فصلٍ ولونْ‏
يا أيهذا الكون‏
أنقذني من السقف المعلّق فوق مدّ دمي‏
ومن وعي الجهاتِ‏
أريد أن أتجاوز الأسماءَ‏
كي أهوى- على السفح النقيض- سوايَ؛ أكثرْ..‏
وأريد أن أمشي إليَّ- عليَّ- منّي‏
أن أكون الكلّ في نصفي‏
وأقصى ما تمدُّ إليه /بلقيسُ/ الشراع..‏
وأريد أن أجتاح قلبكِ‏
أنْ أفتش فيكِ عن وجه الندى.. حتى الضّياعْ‏
والآن أشهد أنه تعب القناعْ‏
وتعبتُ من مضغ البكاء/ الشوك- يخنقني‏
وأصرخُ‏
-آهِ يا أمي لو اَنَّ الماء يحفظ نكهة الظلّ الخصيبِ‏
وآهِ.. لو أنَّ الظلال تموتُ‏
قرص الشمس يكبر؛ كي يكون بحجم أشواق الجياعْ‏
إلى رغيفٍ سوف ينضج في الأملْ..‏
آهٍ.. لو اَنَّ النصّ يكتبني.. يدخّنُ‏
يشرب الحبّ الزعاف؛ ويمتطي قلق الصراعْ‏
وحين يقرؤني على الجمهور‏
يبقى- بعد نوم قوافل التصفيق- إيقاعاً غريباً‏
في زوايا البرد.. يذبلُ‏
والعصافير الشقيّةُ تنقر الغيماتِ‏
كي تستيقظ الدنيا‏
وقلبي‏
لا يفيق.. سوى على نقر الفشلْ!..‏