ونعيشُ.. ما دمنا نحبُّ - ياسر الأطرش

سنحبُّ ما دمنا نعيشْ، ونعيش ما دمنا نحبُّ..‏
سنظلُّ نكتب فوق أسوار الحياةِ‏
-لنا إلى أيامنا الخضراء دربُ..‏
ونظلُّ نزرع في حقول اليأس أرجلنا‏
لتنبتَ تحت أرجلنا مسافاتٌ وعشبُ..‏
ونظلُّ نرسم ضحكة الأطفالِ.. حتى يضحكَ الأطفالُ‏
نستجدي العواصم والقرى‏
حتى يصير لكلّ عاصمةٍ مكان حجارة الطرقاتِ.. قلبُ..‏
سنحبُّ ما دمنا نعيشْ..‏
ونعيش ما دمنا نحبُّ‏
ونظلُّ نحمل في رحيل البحر أشواق الرجوع إلى المكانْ‏
ونظلُّ نحلم باليمامِ‏
يحطُّ فوق بكائنا الصيفيّ.. يتّسعُ القمرْ‏
قد تُقتلُ الأشجارُ، لكنّ الولادة ممكنه‏
لو من حجرْ..‏
حتى وإن كان الكلام قوافلاً للصمت توغل في الزمانْ‏
سيقاتل الموتى‏
ومن موت الشعوب- يقوم شعبُ..‏
سنحبُّ ما دمنا نعيشْ.. ونعيش ما دمنا نحبُّ..‏
ما دام صدركِ نابضاً بالدفءِ.. وجهي لن يموتْ..‏
من أيّ شيءٍ‏
من غبار الحلمِ.. من وجع الشوارعِ.. من عذابات الخطا‏
تُبنى البيوتْ..‏
ولقاء أرجلنا على مترٍ.. بلادْ‏
لكنّ لون البوح في عينيكِ مُنكسرٌ صَموتْ..‏
وأنا أحبُّ دمي يُعرشُ فوق أحزان العيونِ‏
وكلّما هدأتْ مرارتها.. يهبُّ‏
سنحبُّ ما دمنا نعيشْ..‏
ونعيش ما دمنا نحبُّ‏
وأنا أحبكِ‏
حين كان البحر مجتمعاً؛ وحين انشقّت الأنهار عنّي‏
وأنا أحبكِ‏
حين يضحك ياسمينٌ في دمشقَ‏
وحين تهطل فوق بغداد القنابلْ‏
بغداد منكِ، وأنتِ مني‏
فلنحاولْ.. أن نغنّي‏
كي يظلَّ غناؤنا معنا يقاتلْ..‏
نحتاج كلّ جراحنا كي نغسل القهر المعتّقَ في الوريدْ‏
أحتاج وجهكِ كي أرى ظلّي‏
وأعرف أنّ شمساً ما هنا.. وهناك غربُ‏
إنّ الوصول إلى الجهات بغير حدّ الحبِّ.. صعبُ‏
فامشي إليَّ- عليَّ‏
صوتكِ وجهةٌ.. وأنا غريبْ‏
وأنا قميص الحزنِ.. فاتّضحي‏
ليسقط عن غد الأطفال ذئبُ‏
لنحبَّ ما دمنا نعيشْ..‏
ونعيش ما دمنا نحبُّ‏