من أثر القصيدة - ياسر الأطرش

"إلى عبد القادر الحصني"‏
ولأنَّ عبد القادر‏
امتشقَ الحنين‏
وفاجأ الأكوابَ‏
بالبلورِ‏
يهطل من كهوف الغيمِ‏
محمولاً على خيط المساءِ‏
قطفتُ عنقود الندى..‏
***‏
ولأنَّ عبد القادر‏
اشتبكت خطاهُ‏
مع الشوارعِ‏
في عناق حمامتينِ‏
تغيَّبَ العشاقُ عن درس القراءةِ‏
واكتفوا بالثلجِ‏
يحملُ من نحبُّهُمُو.. إلينا‏
في الصدى..‏
***‏
ولأنَّ عبد القادر‏
انتظر الغيابْ‏
هاجرتُ من لا شيء‏
صوب يديهِ‏
سرباً من خساراتٍ‏
فلوَّحَ‏
لم أكن أكفي‏
نظرتُ إلى حلبْ..‏
صارت يداً!..‏
***‏
ولأنه ما نام‏
منذ حقيبتينِ‏
سرقتُ من قلب الصبايا‏
لهفةً أخرى..‏
عليهِ‏
فقال: لا تحزنْ‏
سنذهبُ‏
كي نعودَ‏
وقد نعود إلى حكايانا‏
التي وُلدت لتكبرَ‏
في أراجيح الحصادِ‏
ولم تزل تبكي على صدر الرحى‏
قمراً‏
تورَّط في الصهيلِ‏
وغابَ‏
لا تحزنْ‏
فقد يصل النهار إلى حدود الضوءِ‏
أو نأوي‏
إلى ما ليس يمكننا‏
ونقطف قبل نضج اليومِ‏
ما يُدعى.. غداً..‏
***‏
ولأنه نسيَ البكاءَ‏
على ضفاف البردِ‏
واقترف النزيفَ‏
وصلتُ‏
من جرحي..‏
إليهِ..‏
إلى المدى!‏
ولأنه "ما في حدا"‏
خبأتُ فنجاني‏
لأشرب من يديه البنَّ‏
والذكرى‏
وطعم صبية كانت هناك‏
تبوس في السرِّ احتمال شفاههِ‏
المفجوعَ من أثر القصيدة...‏
ذهبوا..‏
وخبأ في يدي‏
شيئاً...‏
فتحتُ هدّيتي..‏
كانتْ.... وريده!!‏