في غيابك - ياسر الأقرع

... وتَأَخَّرْ
قال لي : حتماً سآتي
مدّ حلماً في عيون الوقتِ .. أخضرْ
وسرى الوعد ذهولاً
في التفاصيل الصغيره
فإذا الأشياء حولي
كلُّ جزء من ثوانيها
تخدّر
ردّ لي عمر الطفوله
في كُلَيْماتٍ قليله
صار طعم الحبّ .. أحلى
صار حجم الكونِ .. أكبر
وتأخّر
* * *
يا حبيبي
سوف تأتي ... مثلما دوماً عرفتك
عبقرياً في ابتكار العذرِ
من عين الخطيئه
عبقرياً في اصطناع الحزنِ
والشكوى البريئه
سوف تهذي :
" هل أنا إن غبتِ عنِّي
...
غير جرحٍ
غير نزفٍ
غير إحساس تكسَّر ... "
وأنا – إذ ذاك – أسكرْ
بحديثٍ لا يُصَدّق
واعتذارٍ من شقيّ
ليس يُعْذَر
* * *
يا حبيبي
حين أسهر
يقطر الوقت حنيناً
في غيابك
تَكْسِرُ الساعات حلماً
خلف باب الوهمِ ..
أعني .. خلف بابك
فتصوّر
كيف ترمي من فُتات القول وعداً
ثم يلهو – مثل عصفور – فؤادي
في عذابك .. !!
هكذا أبقى انتظاراً
في فراغ الوقتِ .. يُنْثَر
ثم أضجرْ
مثلما الأشياء حولي
أتحوّل
...
رعشة في نبض وعدٍ
جفّ في صمت الثواني
وتحجر
ثمّ أمضي ..
ليس عندي ... يا حبيبي
غير إحساسٍ تخدَّرْ
... فتأخَّر