جنون - ياسر الأقرع

يَحنُّ فؤادي إلى حيّكم ..
ويمضي الطريق إلى المشرقِ

فيحتار أمري .. وأمَّا فؤادي
فقال : سأمضي .. فقد نلتقي

فقلتُ: تمهّل .. أَمِنْ غير وعدٍ
وفي ذا النهارِ .. ألا تتقي ؟

فقال : إذا ما سُئِلْتُ أقول
أُسِرتُ .. سُرِقتُ .. فماذا بَقِي ؟

أريد غريمي سأقتصُّ منه
بغير اعتدالٍ ... ولا منطق

سآخذ ثأري .. بما لست أدري
أما ضاع عمري .. ولم يُشفقِ ..!؟

فمن سجن قلبي ... إلى بحر عيني
فإن لم يُجبني .. ولم يَغرقِ

أعانقْه حتى يصير بروحي
ويخلدُ فيها إلى المطلقِ

فقلت: أتهذي .. فإن لم يجيبوا !؟
فقالَ: سأصرخ كالأحمقِ

وأطلب حقّي ... ولو دون صدقِ
فقلت: جُننتَ .. ولم تعشقِ

فإن عاقبوها !؟ فقال : محالٌ
أقول : كذبتُ ...ولم تَسرقِ

  

وحار بأمري .. وأعياه عذري
وخاف عليكِ.. فقال الشقي

إذاً .. فلتدعني ..فإني مقيم
وإن أخبروها .. ولم تشفقِ

فلا بدَّ تعثر بي ذات يومٍ
خطاها ... ولا بدَّ أن نلتقي

فقل لِلَّتي بعثرتني خطاها
بإني سـأبقى على الـمفرقِ