عيناكِ تعلنان هزيمتي - ياسر الأقرع

عيناكِ مأوى غربتي وحنيني
وحضارتي.. وتخلّفي ... وجنوني

وبحار خوفي فيهما.. ومرافئي
وقصائدي... وحرائقي .. وظنوني

وتمرُّدي.. وتناقضي.. وتوتُّري
وشموخ شعري .. وانكسار جبيني

وقناعتي بالموت تُولَد فيهما
وتشكُّكي ببراءتي .. ويقيني

وعلاقتي بهما تظلّ بريئة
مادامتا في هدأةٍ .. وسكونِ

أفتبكيان .. ولا أسائل عنهما!؟
أو تمطران .. فلا يفيض حنيني!؟

بالأمس قدّمتُ الولاء إليهما
وبنيتُ عرشي فيهما ... وعريني

ووعدتُ مملكتي إذا أتممتُها
بالشعر .. لا باللؤلؤ المكنونِ

ياليتني خوفاً عليكِ صغيرتي
أحرقتُ عنكِ مدامعي وجفوني

أخجولةَ الدمع النديّ .. هزمتني
وهدمتِ فيَّ مدائني وحصوني

وزرعتِ حزن العمر فوق أصابعي
فحضنتُ دمعك غارقاًَ بأنيني

أنتِ التي علّمتني أن الهوى
تكسير قيدٍ .. واقتحام سجونِ

أفتحرقين قصائدي وأنا الذي
أهديتُ منكِ الشعر للتكوينِ!؟

لا ترحلي بالحزن فوق تحمُّلي
أو تتركيه لكي يسافر دوني

إن كان حلمك أن يحبّك شاعر
ها قد أتيتكِ شاعراً .. فخذيني

كلّ البلاد غريبة أطوارها
وعيون غيركِ لا تضمّ سنيني

عيناكِ أجمل ما تمنّى شاعر
بقصائدي أفديهما .. وعيوني