عاصفة - ياسر الأقرع

وتضجّ أرصفة المدينة بالخبرْ
ويثورُ همس الشكّ في صدأ المكانْ
أتحبّه .. ويحبّها !؟
في ظلّ أزمنة التصحّر .. والضجرْ
من أين يُقترف الجنونُ
وكيف يصحو عاشقانْ !؟
من أين في صمت المدى
في عزلة العمر الذي يمضي سدى
ينشق فجر من وجودٍ
أو يزهّر أقحوانْ !؟
...
من أين في هذا الدَّمارِ
بلا قرارْ
من أين يتَّسع العدمْ !؟
من أين يُخترق الحصار !؟
من أين .... !؟
بل من أين .... !؟
بل ........
عصفورتي ...
ملأ الضجيج صدى الزمانِ
ولا أمانْ
فتهيَّئي ... آن الأوانْ
الآن يحترق المكانْ
...
قالوا أحبّكِ ... !!
فاسمعي ما يدّعونْ
عبروا حدود كلامنا
سهروا على أهدابنا
قرؤوا بنا ما لم نقل
وتسرّبوا كالجّانِ في أفكارنا
وتأرجحوا بين التَّيقن والظنونْ
فكّوا الرموز ... تأوّلوا
رسموا الذي يتصوّرون
أأنا أحبّكِ ... !؟
كذبة ما يدّعون !!
ما بيننا ..
فوق الذي يتخيّلونْ
...
فوق الذي قد كانْ
فوق الذي ما لا يكون
ما بيننا ...
سرّ إلهي خفيّ ...
مستحيل ... أن تفسّره العيونْ
ما بيننا يادافئه
شيء من الموت الذي نحتاجه
ومسافة معدومة
بين التصوّف والجنونْ
...
هل أنت حقاً خائفه !؟
من غَضْبة الطّوفانِ .. يقتحمُ الجهاتِ
...
من اشتداد العاصفه
من صرخة الإعصار يفترس المدى
من ألف شيطان رجيمٍ
في الوجوه الزائفه
هل أنتِ حقاً خائفه !؟
قد يسكبون النارَ ...
في حضن الجراحِ النازفه
قد يرصدون الشوقَ في صمتِ الشفاهِ
ويرصدونْ
نجوى الثواني الخاطفه
لكنّهم ..
لن يكسرونا
...
لن يهزموا فينا الحنينَ
ولن يُميتوا العاطفه ...
وحياةِ هذا الحزنِ
في شكوى العيون الخائفه
سيكون للريح اتجاه آخر
ويكون للموت اتجاه آخر
وبلا قرارْ
سنثور في وجه الدمارْ
ونعود أكثر قوة بعد انكسار العاصفه
فالعشق يرجع مدهشاً ...
بعد انكسار العاصفه