قد اهتزت الأكوان وارتعد الملا - أبو مسلم البهلاني العماني

قد اهتزت الأكوان وارتعد الملا
لقتل امام قام لله فيصلا

على سيرة الفاروق...عدلا ًوحكمة
ً يسير بها لله ليس لما خلا

إمام حباه الله نصرا مؤزرا
ولم يتخذ شيئا سوى الله موئلا

وقام بقسط الله في أهل ارضه
بخارقة من أمره تعجز الملا

على سنة ذاهمة مشمخرة
لاظهار حكم الله حتى تهللا

تجرد يعلي كلمة الله همة
ليصبح مغزى كلمة الكفر اسفلا

بسطوة مقدام اذا الحرب الهبت
ولا ينثنى الا وقد ادرك العلى

يفلق هامات الخطوب بعزمه
اذا قام قرن البغي اعلاه مقصلا

رأى الجور اربى فاستقام لقطعه
وما كان وهنا رايه متزلزلا

لقد باع في ذات الجهادين نفسه
فما اربح البيع العظيم وافضلا

فعاش على التحريض في ذات ربه
مخافة حد الله ان يتعطلا

رأى حرمات الله لا من يصونها
قوي ولا عدل يرد المبدلا

فشمر ذيل العزم تشمير غيرة
فاصبح عرش البغي عرشا مثللا

له سيرة الابرار لا متكبرا ً
ولا واهنا في العدل او متعللا

يبيت يناجي الله خوفا ورغبة
كان عليه للمهآبة افكلا

الى ان اراد الله اكرام ذاته
بنقل ونعم الدار فيها تنقلا

فأصبح في بحبوحة الخلد ناعما
وطوبى لمن جوزي بها وتقبلا

كما جد في احيائه الدين جده
وفارق دنياه رضيا مكملا

سقى الله قبرا ضمه روح رحمة
توالى عليه بارقا متهللا

بروحي افديه طعينا ممزقا
وكان مفدى الحور ساعة جدلا

يجود بنفس طيب الله ذاتها
الى يدرب العرش تبغي تحولا

تقبلها الرحمن بالروح جاعلا
لها بين من حازوا الشهادة منزلا

لقد فاظ مظلوما بطعنة فاجر
له الويل لا زال الشقي المبهلا

هنيئا ً أمين الله نلت شهادة ً
وابقيت ذكر الطيبين مبجلا

ولو فوديت نفس فديناك طيبة ً
ولكنها الاجال تمضي الى البلى

عزاء لأهل الحق ان مصابكم
جليل ولكن يلزم الصبر في البلا

لنا خلف في الله عنه وسلوة
بان امام المسلمين له تلا

جزى الله عنا المسلمين جزآءه
بساعة لم يلغوا حمى الدين مهملا

راوا فتنة صماء جاشت جيوشها
فقاومها عيسى فطاشت كلاولا

وثايره من عصبة الدين أسرة
لهم غيرة من يوم عمار تجتلى

قياما بحق الله فانتخبوا لها
هماما لكل المكرمات تقيلا

مجيد عظيم الهم سبط نجاده
اذا اقبلت كبرى العظائم اقبلا

تقلدها لا قاصرا ً عن شئونها
ولكنها جلت فلاقت مجللا

ترد أمين الله ثوبا كساكه
الهك لم يدنس ولا بلغ البلى

تناولته عن عاهن بعد عاهن
ملوك بني قطحان أول اولا

فلله سربال من النور جاء من
خليل بن شاذان وصلت ومن خلا

فلا زال سربالا تزين بوشيه
على محور القرآن حيك وهلهلا

شكرنا رجالا قلدوك حسامها
فراسة ايمان وسر تسلسلا

فقد صدقت فيك الفراسة منهم
فما وقعت الا على الحق والجلا

فيا لرجال الله حقا نصرتم
وعزرتم هذا الامام المفضلا

تنورتموه وهو نجم لأفقها
فاصبح هذا الكون بالنور مشعلا

لدى ملكوت الله يتلى ثناؤه
وللملأ الأعلى لأمثاله ولا

أمام غدا في جبهة الدهر غرة
له قدم في الصالحات وفي العلى

هو الباسل الضرعام في حومة الوغى
وقد عرفت منه الكوارث مبهلا

محمد المعروف في الأرض والسما
بصيت على لسن الملائك اسبلا

صبور على العلات اما خلاله
فزهو واما المال فالويل في الملا

حليم على جهل الجهول مرزء
يصادي الرزابا ثابتا متوكلا

يدبر مالا يوهن الجيش صعبه
ولو لم يجرد فيه رمحا ً وفيصلا ً

ويبرم روعات الأمور بحكمة
ويصدر في الازمات رايا مؤصلا

كأنّ سديد الرأي وحي منزل
وحاشا ولكن قلة وهبا مرسلا

لكم حل منه الرأي صعبا فاصبحت
مصاعب ذاك الأمر أمرا مسهلا

وكم صادمته من لياليه نكبة
ففكك اغلال وكشف معضلا

حرام عليه ان يبيت لحادث
اذا لم يصحبه الجلاء معجلا

اليك أمير المؤمنين رسالة
وحسبي فخرا ان اكن لك مرسلا

تيقن بان سر الخليلي قد بدا
على وجهك الميمون برقا ً تهللا

تيقن بان سر الخليلي اذ دعا
أتيح له نصر على لوحه انجلى

دعا دعوة يا قدس الله سره
أجيب بها حيا ومن بعد ما خلا

سموط ثناء جردت من ضميره
فكانت على اعداء ذا الدين مقصلا

فيا دعوة لم يغلق الله بابها
بها ركن عرش الظالمين تزلزلا

فقضى بها سود الليالي زواهراً
بصوت لعرش الله قطعا ً توصلا

يغوث والاكوان تحت جبينه
يغوثن تأمينا ً اذا ما تبتلا

ومن لي بانصار إلى الله وحده
ومن لي بسيف يقطع الهام والكلا

فاصبحت في ذلك الدعاء اجابة ً
واصبحت ذاك السيف ذو كان املا

لكان رسول الله دعوة جده
وكنت أمين الله في ذاك من تلا

تناول عقود الدر من خير ناظم
نعم هو نور مجتنى منك مجتلى

لقد طال ما اوعيت اذني جواهراً
رجعناه منا كن له متقبلا

واوليتني فضلا لو الشمّ طوّقت
لقد كان منها في الموازين اثقلا

ومن اسف اني اودع مربعاً
انيقا ً به كنتم ربيعا ً ومعقلا

ومالي صبر عنكم باستطاعة
ولكن رأيت الصبر بالحرّ اجملا

عسى نفحة الرحمن تجمع بيننا
فيصبح ما بالقلب خطباً مسهلا

ولولا فروض الزمتني اداءها
لشيخ عسى لا يستطيع التنقلا

حليف العصا يمشي الهوينا اصابه
مُصاب بني الستين وهنا فحوقلا

وصية ربي فيه ارعى حقوقها
ولولاه لم انصب لنفسي مزحلا

رحلت اليه كي افوز بقربه
فالفيت منه المنزل المتخولا

ولولا خطوب ضعضعت من جناحه
لسابق سير الريح نحوك مذملا

فهل لكم فيه وقد نجمت له
نواجم دهر بالشدائد والبلا

ولم يبق في الدنيا له من معول
سواك ونعم الركن انت معولا

فلا تنبذنه بين أسد عوابس
وبين بلاء حيث ادبر اقبلا

فلا يبطئن تدبيركم في رجوعه
فلا زلت في الاحسان يمناك اطولا

وما كان شيخي واهنا في اصطباره
ولا طائشا ً في أمره متخذلا

ولكن ريب الدهر صعب مراسه
ترى كل حر تحته متزلزلا

يعاند جرى الحر حنى يثله
ويترك روض النبل والفضل ممحلا

بشينمتك الزهراء لا تنسينه
حنانيك عقبى الخير لن تتحولا

حنانيك يا سبط الخليلي انها
ذخيرة خير قصرت دونها الملا

اغث عانيا ً اربح ثواب فكاكه
فلا زلت للاسلام حصنا ً وموئلا

اتاح لك الرحمن نصرا ً مؤيداً
ولا زال خصم الدين خصما ً مكبلا