بـدا غـزال كالقمـر - ابن شيخان السالمي
بـدا غـزال كالقمـر
نهـى القلـوب وأمـر
قلت لـه لمـا خطـر
أأنـت جـن أم بشـر
صاد القلـوب النافـرة
باللحظـات الساحـرة
فيـا عيونـاً سَاهـرة
فيـه هنيئـاً بالسهـر
ما ضاع سعياً عمر منْ
قضاه في الوجه الحسن
فـإنـه روح الـبـدن
تُخلق في بعض الصُّور
حبُّ الرجـال والنسَـا
في القلب طبع قد رسـا
فكلهـم صـب عسـى
ينال بالحـب الوطَـر
هبت نسيم مـن دبـيّ
فعاد مَيْتُ العشق حـيّ
وزال عنه كـل غـي
مذ نفحت وقتَ السحَـر
لا عجـب إن عطـراً
هبوبهـا كـلّ القـرى
فإنـه مسـك جــرى
ففاض في بحـر وبـر
دار بَطيّ بـن سُهيـل
بَدْرٌ إِذا ما جـنَّ ليـل
بحر إذا ما فاض سيـل
يفضح منهـلَّ المطـر
فوجهـه مثـل القمـر
وكفـه بحـر زخــر
وسيفـه مثـل القـدر
يسطو على السَّاعي بِشَرّ
فما رأينا فـي الشمـال
مـن طالبيـن للكمـال
مثل بطي في الرجـال
يحوى على نفع وضـر
كجـبـل إذا جـلـس
كـأسـد إذا افـتـرس
ليس بعِرضـه دنـس
ولا بــوِرده كــدر
كالروض في بشاشتـه
كالغيث فـي سماحتـه
كالبـرد فـي لطافتـه
يُطفِي الصّدى وكل حر
لمـا علمـتُ فضـلَـهُ
شـاع ومــدَّ بـذلَـهُ
أهديتُ من مدحـي لـهُ
سمطاً تحلّـى بالـدرر
لـعـلـهُ يـقـبـلُـهُ
وكـلُّ مــا نأمـلـهُ
منـه فيـأتـي كـلُّـه
فإنـه غـوث البشـر
يبقـى طويـل العُمْـرِ
مُخـلّـداً بـالـذكـرِ
مُـؤيـداً بالـنـصـرِ
وذل حـال مـن كفـر
دامت دُبَيّ فـي العـلا
للمسلمـيـن معـقـلا
ومـن نواهـا بالبـلا
حـرَّمـه الله الظـفـر