رفقـاً بقلـب المستهـامْ - ابن شيخان السالمي

رفقـاً بقلـب المستهـامْ
يا حُورَ هاتيك الخيـامْ

ولقد رمين القلـب مـن
قوس اللواحظ بالسهـامْ

ولقـد بـرزن بموقـف
للعاشقيـن بـه زحـامْ

لم تلق غير ظبـاء وَجْ
رةَ تَقْنُصُ الأسد العظامْ

أو غير أقمـار السمـا
سجدت لأقمار الرَّغـامْ

أو غير أغصان الفـلا
خضعت لربّات القَـوامْ

فهناك للمُهُجات واللَـحَ
ظاتِ معتـرك الصـدامْ

كيف الفرار وقد أحـاط
بذي الهوى جيش الغرامْ

للّـه وقفتـنـا بــوا
دي المنحنى تحت البشامْ

والبيض تفعـل بالنُّهـى
كالبِيض تفعل والمـلامْ

والحسن معقـود اللِـوا
يدعو لطاعتـه الأنـامْ

وبمنير الخدّيـن كالـدّ
اعي بلالُ الخـالِ قـامْ

لم يبق دمـع أو حشـى
إلا أجاب هـوىً وسـامْ

للّـه أيَّــام مـضـت
سقيت بمُنْهَـلّ الغمـامْ

أحبابَنـا طـال الجفـا
أين الوفا أيـن الذمـامْ

وأخو الوفا في ذا الزمـا
ن أعز من بَيض النعامْ

مضت الدهور ولم يكن
منكم لنـا إلا انصـرامْ

أوَ ليـس للـود القـدي
م لديكـم أثـر احتـرامْ

عطفاً علـى مضناكـم
فوصالكم عيـن المـرامْ

وتداركوا رمقاً ترائـى
من خيـال مـن سَقـامْ

وتذكّـروا مـا بينـنـا
من حسن ذاك الالتئـامْ

لا تشمتوا الأعدا فحـز
نُ أُولي التقى فرح اللئامْ

زورُوا دوامـاً أو لِمـا
ماً أو منامـاً أَو كـلامْ

فالكل من أهـل الصفـا
حَسَن إذا صـح التـزامْ

مالي وما للدهـر يَـرْ
ميني بسهـم الاغتمـامْ

أوَ كلما جـردت سيْـفَ
العز عـنَّ بـه انثـلامْ

يا دهـر مهـلاً إننـي
أشكوك للشيـخ الهمـامْ

الناصـر الديـن المفـدّ
ى المرتجى صنو الامام

فـإذا التجـى بفنـائـه
المخضر راجٍ لا يضامْ

كشاف غُمَّـى كـل نـا
زلـةٍ وجُلّـى كـل رامْ

إنسان عين الدهـر لـج
البحـر إفرنـد الحسـامْ

غيث الورى ليث الشرى
سهم العِدا الموت الزؤامْ

زَنْـد الامـام وسيفـه
ويداه في النُوَب الجسـامْ

هان النضار له وعـزّ
نظيـره بيـن الأنــامْ

في مفرق الدهر الأنوف
بنـود عـدل قـد أقـامْ

غمر العدا وأبان سُبْـل
الرشد وانكشف الظـلامْ

حمّـال أعبـاء الحكـو
مة قاطعاً دعوى الخصامْ

فلقد تحمَّل ما يقصر عن
ه رضـوى أو شمـامْ

يا أيُّها الشيـخ المؤيَّـد
دمت في أعلـى مقـامْ

فلك الهنا صرِفـاً بيـو
مِ النحر والشهر الحـرامْ