لِسيدنا حدا الحادي وساقا - ابن شيخان السالمي

لِسيدنا حدا الحادي وساقا
وأورد فيض نائله النياقا

وقد صهلت له الخيل اشتياقا
تعودها فلم يدرك لحاقا

ونال بمجده السبع الطباقا

فتى حرز المحامد والمعالي
وحاز المجد بالسمر الطوال

فلا تعجب به يوم النزال
فقد ضمنت له المهج العوالي

وحمل همَّه الخيل العتاقا

فتى في المجد يهجو طيب نوم
تقوم به المذاكي أي عوم

تعوّدن المغازي كل يوم
إذا أنعلن في آثار قوم

وإن بعدوا جعلناهم طِراقا

إذا دارت رحى الحرب العوان
ونودي مَنْ لِنَازِلَةِ الزمان

وردن به وبلغن الأماني
وإن نقع الصرّيخ إلى مكان

نصبن له مؤللة دقاقا

تلاقى مثلها خيلا عِرابا
أبت إلاَّ دم الأعدا شَرابا

يسائل بعضها بعضاً ضرابا
فكان الطعن بينهما جوابا

وكان الليث بينهما فواقا

على صَهواتها أُسد الثنايا
مُجنّيَةً بهم دنَسَ الدنايا

وخائِضةً بهم بحرَ الرزايا
مُلاقِيَةً نواصيها المنايا

مُعوِدّة فوارسها العِناقا

تخوض بهم دم الأبطالَ حُمرا
وتمدح في مجال الموت فخرا

عرتها نشوة فتميل سكرى
تميس كأنَّ في الأبطال خمرا

عللن بها اصطباحاً واغتباقا