سيجارة بحار مسن - سيف الرحبي

إلى بحار مجهول في العذيبة
يجلسُ على المصطبة
أمام بيته المصنوع من سعف النخيل
وعظام الأسماك
يحدّق في جروف بعيدة [بخياله لا بعينه]
في يده سيجارةٌ واستكانة شاي
وخلف كلّ نَفَسٍ أو رشفةٍ
يسحبُ أرخبيلاً جامحاً من الجزر
وراء كل جزيرة
سرب لا يفنى من الذكريات
وراء كل نَفَسٍ
ساحل مهجور تنعق فيه الغربان
صورة (ابن ماجد)
روح صديق ترفرف فوق الصّاري
وراء كل نفس
رفُ دلافين
يحسبه سواحل
وراء كل نفس
قمر منطفئ، لكن رغم ذلك ظل
يضيء أشلاء المقذوفين
من البواخر
وأساطيل الحرب
وراء كل نفس
يشك الموج بسنارة أيامه
إذ تبرز يد من شرفةٍ مليئةٍ
بالضباب ، تلوح بالوداع.
تنتهي السيجارة
وما تزال في يده قطعة
نقدٍ نسيها ذات مرة
بحار من المكسيك