هجرة الأسلاف - سيف الرحبي

من التفاتة ذئب أرى في ضحكته
هجرة الأسلاف، انفجرت هذه
الطرقُ التي لا ينامُ فيها المسافر إلا
ورأسه مسنود إلى مُعضلةٍ
وربما يحلم بعد كأس النبيذ أنه
راحل غداً
وأن شرايينه تتوزع في عيني
جائع، يتسلق صرخة احتجاج.
عبر المسافات التي أفرغت عواءها
في قلبه،
يهيمُون، يزحفُون جميعاً كالأفاعي
الجريحة
تتعثرُ في ذاكرة الشتاء
نحو المقاهي ذات الصدر الماسي
ذات الأضواء المركزة على أثداء
نساء تخرج الفصول كالجرذان
من أحلامهن الشبقة، وقف
الرجالُ، يرتقون شروخ النهار
الأحاديث برنينها الحائر كحجرٍ مقذوفٍ
إلى الخلف
النظراتُ، التي تجوس خرائب عابقة
بالذكرى
إذ ليس إلا حوافرُ الثأر
تحفر هذا الرأس المفتوح على
نهارات لا تنتهي،
نهارات تحملُ ثقْل ليْلها الموحش
وستختفي المرأة في رأسك
حالمةً، بريفٍ مُعلق من قدميه
في
فراغ
المدينة.