أرصفة الإشارة - سيف الرحبي

من البعيدِ، حيثُ يسكنُ الغيبُ
تُشيرين إليّ بإيماءةٍ
كأنما اليمامُ حطّ على رأسك الجميل
كأنما الشهبُ وأرواحُ البحّارة
وأرصفةٌ غادرتها من سنين،
تُشيرين إليّ
طيورُ سمّان عادت من هجراتها الكثيرة
إلى شواطئ تحلمُ بالرحيل
في لحظة يشطرُها البرقُ
تلوّحين بأيدٍ متعبةٍ
في محطّات يختنقُ فيها الهواءُ
والمسافرون
على مقربةٍ من الطفولة
وكان شجرٌ، تهزّه ريحٌ خفيفةٌ
ريحُ خريف يطرقُ الأبواب والنوافذ
ليأوي إلى فراشه الأثير
على مقربة من المذبحة وأفواج
الجلاّدين، كان حلمٌ
وكان زمانُ مطلقٌ
وكان الغيابُ الذي يملأُ الصالة بالضجيج.
على مقربة من رأسي
تُحلقُ طيورك الرحيمةُ حول ملائكتها
كما تحلّقُ الأغصانُ حول جذعها المقطوع.
فأسٌ حجريّةٌ في غابر الأزمان
أو جزّارٌ،
وفي الثكنة أفكار أخرى
عن ما سوف يأتي
أفكارٌ ونقيضُها.
باذخُ مشهدُ النوم أمام الأزرق الداهم
على الحُجرات والأيّام
وباذخٌ مشهدُ البحر
نسوقُ قطعانه الخضراء في أحلامنا.
تُشيرين إليّ كأنما رفُ يمامٍ
حطّ على خصْركِ الجميل.