الغريب - سيف الرحبي

هذا الكائن الذي يجرفنا نحو أقاصيه
يتكورُ على الطاولة وفوق السرير
ركام وجوهٍ وأماكن
يستقصي تخوم أيامه
هضبةً بعد هضبة
برجاً، قرية مهجورةً، مدينةً أكلتها الحرب
يقضمُ تفاحة
ويدخن، متذكراً:
مقبرة أجداد
أسمال أمه النائمة بين الكثبان
الزجاجةَ التي خطفتها الأيدي
قبل أن يرتشف قعرها
وينام.
الريح تصفر في الخارج مثل ذئب
(لقد رأى قطيع ذئاب في
طفولته).
الغريبُ يتكومُ على طاولته
رُكام وجوه ومصائر
يحاولُ أن يكتب،
يكتب عن ماذا؟
يا روح العربات المجنحة
يا روح الأمطار ومواكب الفجر
روح غريبٍ يبكي في أول الطريق.