جسدي .. خِرقَةُ تبرٍ - عقيل بن درويش اللواتي

شامخاتٌ كالرَّواسي
هذه الأرواحُ
في عِطرِ انشراحْ ..
إنَّها وردةُ روضٍ و نُجيماتُ صَباحْ
بصْمَتي..
جوهرةُ الأسرارِ لمَّا تُكتَشفْ في خِدرِها الأشباحْ
رائِعاً
كالوردةِ الحمراءِ يا أنتَ الذي في شُرفةِ الأحلامِ ضوءْ..
عائِداً
من نسجِ تِبرِ الأرضِ
مُلتفَّاً على عُري البداياتِ التي خالطَها
سِرٌّ مُباحْ
أخضراً
كنتَ و كان الحُبُّ في دمِّي قصيدُ الإنتماءْ ..
لتردَّ الكونَ خلفي
و تصلي بي إماماً
حين دثَّرتَ فؤادي بوفاءْ ..
رُوحي الأنقى سحابٌ
حلَّقَتْ حيثُ الصَّفاءْ..
و شفيفٌ هو قلبي
مثلَ ماءْ ..
جبهتي ..
قبضةُ كَفِّ الحُبِّ حُبَّاً
و أنا مثلكَ أتلو شهوةَ الشعرِ على أنقاضِ صدقٍ و مثالْ
أتهادى لخيالاتِ التَّصابي
فدمائي لا تشيخْ
و خلايا نبضِ حرفي لا يناديها ارتحالْ
و شعوري في اعتدالْ
و إلتقائي حولَ جيناتي احتفالْ
سحنتي ..
من رعشةِ الأمشاجِ لحناً
و حنيناً عانَقَ الأنوارَ
في عُمرِ الغيابْ ..
إنَّها أُنشودةُ الذكرى
و تاريخُ الصِّعابْ
لأراني حاملاً سحري معي
و اللحظةَ الحُبلى
بأوجاعِ الإيابْ ..
جسدي .. خِرقَةُ تبرٍ
لونُها طهرٌ بآياتِ الرِّياضْ ..
نُسِجَتْ من فاضلِ الطِّينِ ارتضاها خيرُ راضْ ..
لكأنِّي سُبحةٌ في يدِهِ
قد سبَّحتْ
إذْ خاطَ نسريني
و أهداني البياضْ ..