لعينيكِ أُغنّي - محمد ياسين

1-
في كلِّ مساءٍ ...
يطرقُ بابي الموصدَ فجرٌ
وتُطوِّفُ هالاتُ النورِ
شعاعٌ عذريٌّ يتسللُ من زاويةٍ
في نافذةٍ كنتُ سهوتُ بقصدٍ
عن إحكامِ ستارتها
ويضيءُ ... يضيءُ بأعماقي
يُشرقُ بي
تتلاطمُ أمواجٌ ... وتفوحُ دمائي بأريجٍ
ليس غريباً عني
فأبوحُ بما أخفيتُ طويلاً ... وأبوحْ
2-
لوأنّي من زمنٍ جئتُ إليكِ
وخبأت قليلاً من عمري خارج أيامي
ثم رجعتُ على وردكِ أقطرُ في الفجرِ نَدى
لوأني لمّا عدتُ من التيهِ
رأيتكِ تختالين أمامي ... لو أنّي
لكنّ ربيعاً يوشكُ أن يُسلمَ أيامي لخريفٍ
وربيعُكِ ما زال ندياً
3-
لا أملكُ إلا أن أمتاحَ ضياءً من عينيكِ وأحيا
حين تُطلّينَ ..
أراني أطلعُ من قاعِ الغيبِ جديداً وبهيّا
لا أملكُ غير حنينٍ .. وبقيةُ أغنيةٍ في البالِ
وضحكتكِ المنسابة مع أنسامِ الرّوحِ ترنُّ بقلبي
هي أعذبُ لحنٍ في الأرضِ لأُغنيتي
4-
آنستي ...
ما جدوى أن يرِدَ الظّمآنُ ينابيعَ الشّوقِ
ولا يغرِفَ شيّا
ما جدوى أن تحلمَ بالعشبِ الصّحراءُ
وغيماتُكِ تعلو
ما جدوى الحلم إذا ما ارتدَّ إلى المشتاقِ عصيّا
5-
وأمدُّ إليك يديّا
تنشطرُ الأرضُ ...
وما زلتُ أمدُّ إلى شطرٍ يتمادى في البعد يديا
الأرضُ غدت شطرانِ وبينهما برزخُ حزنٍ ودخانْ
يا شطر الأرضِ .. وشطرَ القلبِ ..
وشطري الضائع ما بين في قبو النسيانْ
مع أنّي .. لا أملكُ ترتيبَ فصول العمرِ
ولكنّي ... سأظلُّ لعينيكِ أغنّي