مضيّعٌ تصدُّهُ الأبوابُ - محمد ياسين

1
مضيّعٌ تصدُّهُ الأبوابُ
نهارهُ كليلهِ سرابُ
مضيَّعٌ على بوابة الدٌّجى
وفوقهُ تلامعت حرابُ
تشدُّهُ إلى غدٍ طرائقٌ
يجوسها الحضورُ والغيابُ
وكلّما تلبَّدَ المساءُ في سمائهِ ...
توقّدت حدوسُهُ
قصيدةٌ تطلُّ من سُباتهِ
ويعبرُ الصَّدى
محمّلاً بالذّكرياتِ
مضمّخاً بالحبِّ والصّباحِ
صباحها الحبيبُ ... والنّدى
ولهفةُ اللقاءِ
2
مشاهدٌ ماجت بهِ ... ردَّت إليهِ ما نأى
كانت لهُ بالأمسِ وردةً
تعجُّ بالشذى ... يحفُّها الإلهامُ والإيحاءُ
كانت لهُ من الحياةِ جَنّةً
يأوي إليها كلّما ضاقت بهِ الأرجاءُ
كانت لهُ ماءً وظلاً
كلّما امتدّت بهِ الصّحراءُ
كانت مجاز الشعر والمعنى .. لها غنّى
مُلبّياً بالروحِ رعشةَ النّداءِ في أحلامها
لكنّهُ رأى بقايا غصّةٍ في روحها
ورغبةٍ ... تجللت بالكبرياءِ
3
تأتيهِ في الصّباحِ كالنّدى صافيةً
تأتيهِ في كلِّ صباحٍ وكانّها حديقةٌ
تزيّنت من فجرِها لأجلهِ
يجولُ في مرابعِ الأُنوثةِ التي لهُ قد أشرعت أبوابَها
تأتيهِ في الصباحِ نفحةً علويةً تُدنيهِ من جنّاتها
تُفاحُها البرِّيُّ والدُّراقُ ناضجٌ
كانّما لم تدنُ من ثمارها يدٌ
تأتيهِ دَفقةً من الحياةِ تسري في عروقهِ
تأتيهِ في الصّباحِ رعشةً سحريةً تضمُّهُ
وفي المساءِ ...
تُقفلُ الأبوابُ خلفَها
فيسقطُ التّفاحُ والدّراقُ ... ينشفُ النّدى
وغيره يضمها.. !! يضُمُّها
4
عصفورةٌ ترتّبُ الفضاءَ في إشراقةٍ
وتمزجُ العبير بالتّغريدِ
لاحت لها خمائلٌ
وراحت تعبرُ الأحلامَ بالنشيدِ
لكنّهُ الغيابُ كالرّدى
أطلَّ من قاع السُّدى
وردّها بلا غدٍ
عصفورةٌ مسلوبةٌ من فجرها !!
وما يزالُ الفجرُ حتى يومنا ..
يسائلُ الأرواحَ عمن خلّفت أحلامها
تنوحُ في الفضاءِ