صفحة من مذكرات الشنفرى - محمد ياسين

أميلوا بني أُمي صدورَ مطيّكُم
( ثابت بن اوس الازدي/الشنفرى )
1
أشُدُّ الرِّحالا ...
وأكسرُ طوقَ حُدودي
إلى بُرهةٍ من بياضٍ
لعلَّ المعاني تُراودُني عن فضاءٍ جليٍّ
وأقرأُ ما كنتُ أجهلُهُ من حروفٍ
طريداً ...
أُطوِّفُ في غَطْشِها
أرضيَ البكرِ
قصائدَ لم تتضحْ بعدُ
صوب اكتمالِ الحقيقةِ
والذّكريات التي سقطت من غدي أنجُماً
خلفَ زيف الحدودِ
أشُدُّ الرِّحالا
2
منازلُكمْ رحلت من مفازات ذاكرتي
ومرابعُكم لم تعد مرتعاً لشياهي
لأني ذبحتُ جميعَ الشّياهِ
سئمتُ قراءَةَ أمسٍ توارى
وطولَ المُكوثِ على حدِّ أُمنيةٍ تتلاشى
قبالةَ بُؤسي
وقرعَ الطّبولِ
وعمري الذي ضاعَ حولَ السّواقي هباءً
أشُدُّ الرِّحالا
أُقوِّضُ جسر انتمائي
طليقاً أجوسُ الفلاةَ
غدي ليسَ يسكنُ في غدكُم
طارَ حلميَ من ليلكُم
وعلا فوقَ أحلامكُم
لصباحٍ ...
بهِ تطلعُ الشّمسُ صافيةً
لا سديمَ يُؤطّرُها
لا غبارْ
3
مفاتيحُ حرّيتي في يدي
والطّريقُ أمامي
أُجاوزُ عنكم بقيّةَ قومٍ
تبيعونَ أحلامَكم للفرنجةِ جهراً
تبيعون أسماءَكم
في متاهةِ سوق النّظامِ الجديد
4
أشُدُّ الرِّحالا
دليلي إلى البيدِ بأسي
وعزّةُ نفسي
وليسَ الدّليلُ وصايا الدّخيلْ
سأَتبعُ ضوءَ المواويلِ
صوبَ التَّوحُّدِ في لغةِ الليلِ
في نجمةٍ
رسمت خطوتي بالبريقِ وصولا
سأتبعُ ما خلف حدِّ البصيرةِ
أحدو
وتتبعُني كائناتُ الفيافي
أُردِّدُ ... إني وصلتُ
وأتركُ أصداءَ صوتي
بليلِ الصّحارى نشيدا