أعامر أنت عندي خير صاحب - نور الدين السالمي

أعامر أنت عندي خير صاحب
وأنت فتى عددتك للنوائب

أترحل عن أخيك على اختيار
وتتركني بلا قار وكاتب

لقد ضاق الفضا على خليل
غدا بعد الأحبة دون صاحب

لئن لم تأتني في كل يوم
لأعتمد الرحيل على النجائب

وأضرب في نواحي الأرض شرقا
وغربا والجنوب وكل جانب

على أي الخصال تقر عيني
بعيد الصالحين من الأقارب

وبعد الراشدين وبعد من قد
علمت من الجحاجحة الثواقب

وكنت أسلي نفسي عن نواهم
بصحبتك المطهرة الجوانب

فأما اليوم فالأحزان أمت
جنابي والهموم مع النوائب

فأعجب كيف لم يبيض شعري
على أني بذي الأهوال شائب

مصيبة صالح يبيض منها
سواد الحالكات من الذوائب

لعمرك هل رأيت لها نظيرا
على الأيام مع عدد المصائب

وهل لسليله في المجد شبه
إذا عظمت لدى المجد المتاعب

إذا لم يدر وجه الرأي قوم
فعبد الله ذاك الوجه صائب

وإن وقفت عن الهيجا رجال
فعبد الله في الهيجاء واثب

وهل كالراشدي سعيد جد
حليف الخير في كل المطالب

إذا ما مشكل ألقاه حبر
تيمم حله بين العصائب

وأما صالح قد جل من أن
يحيط بوصفه منش وكاتب

فها من قد فقدت فهل تراهم
شموسا والورى طرا كواكب

عذيري من أخي عذل تعاطى
عتابي عند هاتيك المصائب

يعاتبني على أن سح دمعي
كسح الماطرات من السواكب

أأعتبه وكان من العجائب
قبولي العذل في حكم النوائب

رزايا قد تجلى الدهر عنها
فأودعت الحشا حر اللواهب

ولو أنصفني العذال يوما
على حالي لما شمت المعاتب

سأطلق مقولي ليزيح عني
من الأحزان شيئا أو يقارب