خفف العذل عن محب تصامم - نور الدين السالمي

خفف العذل عن محب تصامم
إن بدا حادث عظيم تعاظم

وله في الوغى طرائق صدق
قام إن قامت الحروب وصادم

وله في العلا منازل حق
شيدت ركنها القنا والصوارم

وله في الورى نصائح ود
وَدَّ أن لا يكون في الناس ظالم

وله في الندى سحائب عرف
تمطر الجود للورى والمغانم

وله في العلا صواعق حتف
تمحق الكفر منهم والمظالم

وتقي القوم نفسه كل سوء
ويرى أن ذاك في المجد لازم

نطقت سيرته الأوائل طرا
عن طريق العلا لمن كان قائم

لم أجد للعلا طريقا قريبا
مثل طعن اللهى وجز الغلاصم

فأشبع الوحش من لحوم الأعا
دي واروِ من دمهم ظما كل هائم

واطلب المجد بالمهند إذ فيـ
ـه لباغي العلا والمكارم

وامض في الأمر إن أردت فلاحا
عازما فالفلاح عند العزائم

والبس الحزم في الشجاعة واعلم
أنه لا يضيع في المجد حازم

وذو الغشم واللجاج فما نا
ل مناه الملح والمتغاشم

وذد عن حمى المكارم من لا
يدر ما الحل في العلا والمحارم

وإذا لم تر المكارم شيئا
فاتك المجد فادر إن كنت نائم

وإذا لم يكن لك المجد مسعى
ومقاما فأنت مثل البهائم

وإذا كنت من أناس كرام
فاعتزل لأنفة صفات اللهازم

قد تفكرت في عواقب أمري
فرأيت النجا ارتكاب العظائم

كيف يرحو الحسان في الخلد قوم
ألفوا الذل بين غيد نواعم

تركوا الدين دارسا والمعالي
عاطلات وضيعوا كل لازم

يتمنون من إله البرايا
درجات العلا وفوز المصادم

قل لأهل الهوى عن المجد بعدا
وعن الفوز بالحسان النواعم

أنا عبد أحرض الناس واللـ
ـه تعالى أرجو بحسن الخواتم