من رام نيل المجد باللطف - نور الدين السالمي

من رام نيل المجد باللطف
ومن معاداة العلى مستخف

فقل له إن العلى قد أبت
خطبة غير الباسل الصرف

فتى يرى الإقدام عند اللقا
أشهى من الماء على اللهف

ولا يرى البأس يوى خطة
تمسي بها الأعداء في حتف

إن قامت الحرب على ساقها
ومال أهل البأس للوقف

شمت له في خصمه وثبة
أردفت الحتف على الحتف

وثبة من يبصر في فعله
حاليه حال الجري والكف

وللعلى أيضا شروط إذا
لم يأتها المرء فلا يشفي

وليس من حضرة أربابها
يدنو لأن البعض لا يكفي

إنفاق مال لو غدا حاله
من بعد ذاك أصفر الكف

وحسن خلق وانبساط لمن

والعفو عنه إن جنى زلة
فليس ذو حلم كمستشفي

وحسن رأي والهدى قائد
له لترك الغشم والعنف

وبذل نصح وصفاء لمن
لنصحه قد كان لا يخفي

وبذل نفس والوغى شاهد
بوقعه فيها على الصف

وحسن صبر وثبات لدى
أهوالها الهائلة الحتف

هذا إذا شئت لقاء العلى
أو فاترك المجد لذا الوصف

وتارك المجد لخوف البلى
كعابد الله على حرف

يعبده إذا رأى نعمة
وإن بلي رد إلى خلف

إني أقول لفتى رامها
على شروط قد حوى وصف

هنئت إن الخير قد حزته
وهل بقى شيء من العرف

والفتح إن جاء فأهلا به
أولا فنيل فضله يكفي

هذا مقالي والتقى مقصدي
وهي العلا فافهم لما أخفي

يا أيها المغرور إن التقى
لكل خلق سيء تنفي

فلا تغرنك صلاة إذا
في ظلمة الليل لها تخفي

ولا صيام في نهار به
في شفتيك أثر القشف

ولا قيام وداوم على
تلاوة الآثار والصحف

من كان يرضى الدون في دينه
فكل هذا منه لا يكفي