كُنهْ الحياةْ - يوسف الديك

على موعدٍ
أحرقُ التبغَ والذكرياتْ
على مقعدٍ في زوايا المدينةِ
داهمتني المرارةُ حزناً ،
وغصّتْ بيَ الحشرجاتْ
على موردٍ ..
والنسيمُ احسُّ يجرِّحُ خدِّيْ
وتسخرُ من عَبرةٍ في مقلتَيَ
عيونُ المُشاةْ
- ما الذي ينتظرْ ؟
قالها طفلٌ لأمهِ
حين أسرى تاركاً روحي محلقةً
جسدي رُفاةْ
يا الله ..
قتلى يخرجون من القبورِ رأيتُهم
يملأون الشارع الليلي بالضحكاتْ
كنتُ وحدي بينَهمْ ..
متوجِّساً .. قلِقاً
كنتُ يا اللهُ .. حياً
لمْ يذقْ طعمَ الحياةْ